للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إزاء هذا التوسع الجغرافى الهائل، وإزاء ضغط الظروف التاريخية الجديدة دائبة التغير، واختلاف المكان والزمان، تلمس المسلمون وفقهاؤهم الدليل ... الهادى

ومع أن الرسول لم يدع قط أنه معصوم من الخطأ إلا حين يملى أو يتلو آيات ربه، بل ونبهه القرآن ذاته إلى أخطاء بدرت منه، فقد افترض أنصار الالتزام بالسنة أن العناية الإلهية إنما كانت توجه كل عمل أتى به، وكل كلمة صدرت عنه منذ بعثه الله رسولاً إلى قومه إلى أن مات. ومن ثم فقد رأوا أن أحكام السنة ملزمة فى الحالات التى لم يرد بصددها حكم قرآنى.

ومما ذكره الكاتب هنا تظهر آراؤه الآتية:

١ ـ إنكار صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، فالقرآن الكريم جاء بشريعة قاصرة، لا تصلح لغير المجتمع الأول فى مكة والمدينة.

٢ ـ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل إلى قومه، أى أنه لم يرسل إلى الناس كافة.

٣ ـ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير معصوم، فلا يجب اتباعه.

٤ ـ الذين رأوا وجوب اتباع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم طائفة فقط من المسلمين أسماهم الكاتب " أنصار الالتزام بالسنة ".

وهذه الآراء تعارض الكتاب والسنة، وتنكر ما أجمعت عليه خير أمة أخرجت للناس، وما هو معلوم من الدين بالضرورة.

والدراسة الموجزة السابقة فيها ما يكفى لبيان هذا، ومناقشة علماء الأمة لأعدائنا أبطلت مثل هذه المفتريات، ولكن العجب كل العجب أن تصدر هذه الآراء ممن ينسب نفسه أو ينسبه أحد إلى الإسلام!

ثانياً: التشكيك فى كتاب الله المجيد

يقول الكاتب فى ص ٣٨: صحيح أننا نعلم أن الصحابى عبد الله بن مسعود ـ وكان يعتبر نفسه أحد الثقات الكبار فى القرآن ـ ذهب إلى أن نسخة القرآن التى أقرها الخليفة عثمان بن

<<  <   >  >>