للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما ما روى عن الإمام الصادق: " الأذنان ليسا من الوجه ولا من الرأس " فهو دليل على عدم الإيجاب، ولا يمنع الاستحباب، ويمكن أن يسقط بما ثبت من مسح الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأذنيه.

سابعاً: نوع طهارة الرجلين

أجمعت المذاهب الأربعة على وجوب غسل الرجلين، وأجمع الشيعة على وجوب مسحهما ببقية البلل إلا في حالة التقية.

وسبب ذلك الخلاف أن آية المائدة قرئ فيها " أرجلكم " بالنصب والجر وثبت، لدى فريق أن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يغسلهما، ولدى الآخر أنه كان يمسحهما، فاستدل القائلون بالغسل بقراءة النصب وقالوا بالعطف على اليدين. واستدل الآخرون بقراءة الجر، وقالوا بالعطف على الرءوس. ولنذكر ذلك تفصيلا.

استدل الشيعة (١)

بالآية الكريمة، فقالوا: إن الاحتجاج بها في قراءة الجر واضح، وذلك أن للمعطوف حكم المعطوف عليه، فكما أنه يجب في الرءوس المسح من غير خلاف بين أحد فكذلك يجب في الأرجل إعطاء للمعطوف حكم المعطوف عليه.

أما في قراءة النصب، فالوجه أن الأرجل معطوفة على الموضع من (برءوسكم) لا على اللفظ، وذلك أن برءوسكم منصوبة الموضع لأنها مفعول (لامسحوا) في المعنى، وإن كانت مجرورة بالباء في اللفظ. والعطف تارة يكون


(١) انظر أدلتهم في المراجع الآتية:

وسائل الشيعة ومستدركاتها: ١/٣٦٩-٣٨٣، ٢/٢٢-٢٥ والاستبصار ١/٦٤-٦٦ ومجمع البيان في تفسير القرآن ١/٦٤-١٦٧ وكنز االعرفان في فقه القرآن ٩-١٠ والمعتبر ٣٨-٣٩والانتصار ١٣-١٧ والحقائق في الجوامع والفوارق ١/١٧٦-١٨٢ والوضوء في الكتاب والسنة، وملحق به المسح على الأرجل أو غسلهما في الوضوء.

<<  <   >  >>