للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧. الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه، والذين مدحهم القرآن الكريم في أكثر من موضع، ويبين أنهم.

" كُنتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " (١)

كيف يستبيح مسلم لنفسه أن يصفهم بأنهم ظالمون؟ وكيف يصدر هذا ممن يقول: الظلم اسم ذم، ولا يجوز أن يطلق إلا على مستحق اللعن لقوله تعالى:

"أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (٢)

وكيف يبين القرآن الكريم أنهم خير أمة أخرجت للناس ثم تؤول آية من آياته بأنهم ملعونون؟

فعلى الجعفرية إذا أن يعيدوا النظر في تأويلهم، وما بنوه على هذا التأويل.

والآية الكريمة على كل حال لا تدل على أن إمام المسلمين بعد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجب أن يكون على بن أبى طالب ولا على إمامة أحد بعينه.

*****

[خامسا: الغدير]

ذكرت من قبل ما قاله الجعفرية من أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن ينص على على وينصبه علماً للناس، وأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امتثل للأمر - بعد تردد! وبلغ المسلمين عند غدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع. وبحث ما قاله الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغدير يتعلق بالسنة، ولكنهم ذكروا أن ثلاث آيات تتصل بهذه الحادثة، آيتان من سورة المائدة، وأول سورة المعارج كما بينت عند ذكر أدلتهم من القرآن الكريم. وآية التبليغ هي قوله تعالى:

"


(١) سورة آل عمران - الآية رقم ١١٠.
(٢) انظر التبيان ١/١٥٨، والآية المذكورة هي رقم ١٨ من سورة هود.

<<  <   >  >>