للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل السادس

التفسير بعد الطوسي والطبرسي

أولاً: تفسير الصافى:

ذكرنا من قبل أن الشيعة بعد هذا في تناولهم لكتاب الله تعالى منهم من سلك منهجا فيه شئ من الاعتدال، أو سلك مسلك الغلو، ومنهم من جمع بين المسلكين أو اقترب من أحدهما.

ومن الكتب التي اطلعت عليها: تفسير الصافى، لمحمد بن مرتضى المدعو بمحسن. انتهى مؤلفه من كتابته سنة ١٠٧٥ هـ. وقد حاول أن يأتى بكل ضلالة جاءت في الكتب الثلاثة التي رزئ بها القرن الثالث الهجرى، والتي تحدثنا عنها، وهى تفاسير الحسن العسكرى والعياشى والقمى، وزاد كذلك في النقل عن بعض الكتب الأخرى كروايات التحريف والتأويلات الفاسدة التي رواها الكلينى في كتابه الكافى. فهذا الكتاب إذن يمثل جانب الغلو والتطرف، ويعد استمراراً لحركة التضليل والتشكيك، ولذلك نقرأ فيه القول بتحريف القرآن الكريم، ومهاجمة الصحابة الأكرمين، والتأويلات التي تجعل من كتاب الله تعالى كتاباً من كتب فرق الغلاة، وغير ذلك مما ذكرناه عند تناولنا للكتب الثلاثة.

فهو يرى أن تفسير القرآن الكريم لا يصح إلاَّ عن طريق أئمة الجعفرية " فكل ما لايخرج من بيتهم فلا تعويل عليه " (١) والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسره لرجل واحد هو الإمام على (٢) ، ويهاجم من يأخذ التفسير المروى عن الصحابة لأن " أكثرهم كانوا يبطنون النفاق، ويجترئون على الله، ويفترون على رسول الله في عزة وشقاق " (٣) .


(١) تفسير الصافى ج ١ ورقة ٢.
(٢) انظر التفسير المذكور ج ٤ ورقة ١١، وانظر ج ١ ورقات ٦، ٧، ٨ " نبذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت ".
(٣) تفسير الصافى ج ١ ورقة ٢.

<<  <   >  >>