فقال في إسلامه بعد وفاة الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أبى الحسن مثل ذلك. وهو صاحب فكرة أن علياً هو وصى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جاء في كتاب فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبختي، وسعد بن عبد الله القمي، وهما من علماء الشيعة في القرن الثالث الهجرى:
" عبد الله بن سبأ أول من شهر القول بفرض إمامة على رضي الله عنه، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ". (ص ٣٢:٣٣ وانظر هذا أيضا في ترجمة ابن سبأ في تنقيح المقال للماماقانى ٢/١٨٤، والأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الموسوي الجزائري ص ٢٣٤. وكلها مراجع شيعية) .
ونتيجة لدور ابن سبأ في تأسيس عقيدة الرافضة، ولرفع هذه التهمة الثابتة، ألف مرتضى العسكري الشيعي كتابا عن عبد الله بن سبأ، وقال: إنه شخصية خرافية لا وجود لها، وإن قصته وضعها سيف بن عمر، واشتهرت عن طريق تاريخ الطبري.
وما قاله هذا الشيعي غير صحيح، بل جرأة عجيبة على إنكار ما هو ثابت مشتهر، فما أكثر ما جاء عن ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر، وما نقلته من كتاب فرق الشيعة وغيره ليس فيه سيف بن عمر، وليس منقولا عن طريق الطبري، وأضيف إليه بعض المراجع الشيعية الأخرى التي ذكرت ابن سبأ، وليس في سندها سيف بن عمر:
فانظر على سبيل المثال لأصحاب كتب الحديث الأربعة عند الشيعة:
الكافى للكلينى ١/٥٤٥، وللصدوق: فقيه من لا يحضره الفقيه ١/٢١٣، وعلل الشرائع ص ٣٤٤، والخصال ٦٣٨، وللطوسى: تهذيب الأحكام ٢/٣٢٢، واختيار معرفة الرجال ٢/١٠٨، والأمالى ١/٢٣٤.
وراجع أيضا: وسائل الشيعة ١٨/٥٥٤، ورجال الكشّى، وغيرها من مراجع الشيعة أنفسهم، إلى جانب مراجع الجمهور التي يطول ذكرها. ويمكن أن يكون