للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلابد من أحاديث أخرى تبين أنه الإمام الثانى عشر المعين بالنص، الذي بقى من القرن الثالث الهجرى إلى قيام الساعة (١) !

وهاذا ما لم نجده في كتب الحديث الثمانية التي التزمنا الرجوع إليها، ولا في غيرها من الكتب التي رجعنا إليها، بل وجدنا أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعين أحداً للخلافة من بعده كما ذكرنا من قبل، والإمام الثانى عشر الذي قالت به الجعفرية تبع لقولهم في باقي الأئمة. ووجدنا كذلك في بعض الأحاديث ما ينقض قول الجعفرية، ففيها " يؤاطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى ". وفيها أن علياً نظر إلى ابنه الحسن رضي الله عنهما فقال: إن ابنى هذا سيد كما سماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشبهه في الُخلق ولا يشبهه في الخْلق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... يملأ الأرض عدلاً (٢)

وبعد: فتلك سنة المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تشهد بصحة ما ذهب إليه جمهور المسلمين، وتشهد بأن الإمامة ما كانت بنص ولا تعيين. فالحمد لله عز وجل الذي هدانا ... لهذا، وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.


(١) ذهبت فرقة الشيخية - التي خرجت على الجعفرية - إلى أن المهدى سيوجد بالولادة مما أثار غضب الاثنى عشرية. (انظر المهدية في الإسلام ص ٢٤١) .
(٢) فالمهدى إذن اسمه محمد بن عبد الله وليس محمد بن الحسن، وينتهى نسبه إلى الحسن لا إلى الحسين رضي الله عنهما. (انظر عون المعبود شرح سنن أبى داود - كتاب المهدى ١١ / ٣٧٠، ٣٧١، ٣٨١، ٣٨٢) وفى التفسير الكاشف للعالم الجعفرى محمد جواد مغنية أشار إلى المهدى وأحاديثه وقال: وفى هذا المعنى أحاديث كثيرة وصحيحة، منها ما رواه أبو داود في كتاب السنن - وهو أحد الصحاح السته: " قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى " ... (٥/٣٠٢) .
ولا ندرى لم ذكر هذا الحديث الشريف واعترف بصحته مع أنه يخالف عقيدته!

<<  <   >  >>