للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطهر استدل بحديث السفينة نقلا عن شيخه نصير الدين الطوسي المتوفى سنة ٦٧٢ هـ (١) .

والطوسى هذا هو أبو جعفر ـ أو أبو عبد الله ـ محمد بن محمد بن الحسن، ويعرف بالمحقق وبالخواجه. " اتصل بهولاكو وأصبح مقربا عنده، وأشار عليه بقتل المستعصم وذبح المسلمين في بغداد (٢) .

وتحدث ابن القيم عنه فقال: " ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة، النصير الطوسي وزير هولاكو، شفا إخوانه نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين والسحرة. ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان الميعاد، وإنكار صفات الرب جل جلاله: من علمه، وقدرته، وحياته، وسمعه وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد ألبتة، واتخذ للملاحدة مدارس " (٣) ثم قال:

" وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر " (٤) .

وقال أيضا:

" وكان هؤلاء زنادقة، يتسترون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض، وينتسبون إلى أهل بيت الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو وأهل بيته براء منهم نسبا ودينا،


(١) انظر الأحاديث الثلاثة ورد شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: ٣ / ٤٤٤، ... ٧ / ١٤٢، ٧ / ٣٩٥، وما بعد الصفحات المذكورة.
(٢) مقدمة منهاج السنة للدكتور محمد رشاد سالم١ / ٩٥، وانظر قول ابن تيمية في٧ / ٤١٤.
(٣) ، (٢٥٤) إغاثة اللهفان، ص ٦٠١.
(٤)

<<  <   >  >>