للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح لعلتين " ثم يذكر تأييداً له حديثاً عن ابن عباس: " أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " (١) .

وتصحيح مثل هذه الآحاديث لا يعنى أنه من الإمامية وإلا لما تحدث عن فضل أبى بكر وعمر، فضلاً عن أن يبدأ بهما. ونراه في مسند على يروى أن قاتل الزبير استأذن على على فقال: ليدخل النار، سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لكل نبي حوارى وإن حوارى الزبير بن العوام " (٢) ونحن نعرف تكفير الشيعة لمن قاتل علياً، وما رواه الطبري ينقض قولهم. وكان الطبري يكلم ابن صالح الأعلم، وجرى ذكر على رضي الله عنه، ثم قال الطبري: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامى هدى، أيش هو؟ قال: مبتدع. فقال ابن جرير إنكاراً عليه: مبتدع! مبتدع! هذا يقتل، من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامى هدى يقتل يقتل (٣) .

وقال الذهبى في ميزان الاعتدال " ٣ / ٤٩٨ " في ترجمة الطبري:. " ثقة صادق، فيه تشيع يسير، وموالاة لا تضر.

أقذع أحمد بن على السليمانى الحافظ، فقال: كان يضع للروافض، كذا قال السليمانى: وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندعى عصمته من الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغى أن يتأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليمانى أراد الآتى:


(١) انظر تهذيب الآثار ١ / ٨٩ ـ ٩٠ ـ والحديث الأول رواه الترمذى في الباب الخامس من مناقب على بن أبى طالب، وقال: " هذا حديث غريب منكر " والثاني قال عنه البخاري: " منكر " وقال بوضعه ابن معين وابن الجوزى والذهبى وغيرهم، وصححه الحاكم!! وافتى بحسنه ابن حجر ـ انظر فيض القدير ٣ / ٤٦ ـ ٤٧، والمقاصد الحسنة ٩٧، وكشف الخفاء ١ / ٢٣٥.
(٢) تهذيب الآثار ١ / ١٤٠.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٧٥، ولسان الميزان ٥ / ١٠١، وفيه زياده العبارة الأخيرة: " من قال إن ... ".

<<  <   >  >>