للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} (١) ، نرى الطبري يذكر أخبارا، ولكنه لا يأخذ بها (٢) .

وفى تأويل قوله عز وجل {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا ... } (٣) ، نرى الطبري في ذكره للمراد بالأمانة يثبت أخبارا مختلفة، ثم يأخذ بغير الإسرائيليات (٤) .

ومثل هذا ما ذكرناه من قبل عند بيان منهجه في قبول الأخبار أو رفضها.

ومع هذا كله نراه أحيانا يذكر الإسرائيليات ولا يرفضها، مثل الإسرائيليات التي ذكرها عند تأويل قول الحق تبارك وتعالى {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَينَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدً اً} (٥) .

ويمكن أن يقال هنا ما قلناه عند الحديث عن زواج الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ الطبري بأخبار لا تصح.

والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

******


(١) ٦٩: الأحزاب.
(٢) انظر تفسيره ٢٢ / ٥٠ وما بعدها.
(٣) ٧٢: الأحزاب.
(٤) انظر تفسيره ٢٢ / ٥٤ وما بعدها.
(٥) ٣٤: سورة " ص "، وانظر تأويلها في تفسير الطبري ٢٣ / ١٥٦ وما بعدها. ورفض الحافظ ابن كثير هذه الإسرائيليات ـ انظر تفسيره ٤ / ٣٤ ـ ٣٦.

<<  <   >  >>