للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ" أي الذي يتولى مصالحكم ويدبر أموركم هو الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " وَالَّذِينَ آمَنُواْ " ثم وصف الذين آمنوا فقال: " الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ " بشرائطها "وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" أي يعطونها في حالة الركوع.

ثم قالوا: هذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة على بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا فصل، والوجه فيه أنه إذا ثبت أن لفظ وليكم تفيد من هو أولى بتدبير أموركم ويجب طاعته، وثبت أن المراد بالذين آمنوا على، ثبت النص عليه بالإمامة، ووضح. الذي يدل على الأول هو الرجوع إلى اللغة، فمن تأملها علم أن القوم نصوا على ذلك، ولا يجوز حمل لفظة الولى على الموالاة في الدين والمحبة، لأنه لا تخصيص في هذا المعنى لمؤمن دون مؤمن آخر، ولفظة " إنما " تقتضى التخصيص ونفى الحكم عمن عدا المذكور. والذى يدل على أن المراد بالذين آمنوا على الروايات الكثيرة. فهو وحده الذي تصدق في حال الركوع، كما أن الذي خوطب بالآية غير الذي جعلت له الولاية، وإلا أدى إلى أن يكون المضاف هو المضاف إليه بعينه (١) .

هذا ما ذهب إليه الجعفرية، ولكن أهل التأويل - كما يقول الطبري (٢) .

-اختلفوا في المعنى بقوله تعالى:

"


(١) راجع تأويلات الجعفرية للآية الكريمة، والروايات التي ذكروها لتأييد ما ذهبوا إليه في المراجع التالية: التبيان ٣/٥٥٨ - ٥٦٤. ومجمع البيان ٦/١٢٦ -١٣٠، والميزان ٦/٢ -٢٤، وزبدة البيان ص ١٠٧ -١١٠، وكشف المراد ص ٢٨٩، ومصباح الهداية ص ١٧٩ -١٨١، وتفسير شبر ص١٤١
(٢) انظر تفسير الطبري، تحقيق شاكر ١٠/٤٢٤ - ٤٢٥

<<  <   >  >>