(٢) ٣٧: الكهف. (٣) ص ٢٠٤ ومن الواضح البين أن صحبة الكافر غير صحبة الصاحب المختار، فالاتهام هنا اتهام لمن اختاره صاحباً. ومن الواضح البين كذلك أن أي مؤمن يقل إيمانه عن الصديق بدرجات ودرجات يدرك أن موته يعنى موت رجل، وأن موت الرسول الكريم يعنى موت رسالة، وما أكثر الذين ضحوا في سبيل الرسالة والرسول! فكيف يخاف الصديق على نفسه ولا يخاف على من أرسل رحمة للعالمين! وخوف أبى بكر - رضي الله عنه _ على الرسول* *الأكرم كان ظاهراً عندما سبقه إلى الغار ليستبرئه، وعندما كان يتقدمه ويتأخر عنه ... إلخ - أما ذكر إنزال السكينة عليه وليس عليهما فيكفى أن نذكر ما قاله أحد علمائهم عند قوله تعالى ... {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} " ٣٧: البقرة
قال الطبرسي: إنما قال " فتاب عليه " ولم يقل عليهما لأنه اختصر وحذف للإيجاز والتغليب، كقوله سبحانه وتعالى: " ٦٢ التوبة: {وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضوهُ} ، ومعناه أن يرضوهما، وقوله " آخر الجمعة ": {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَ ... } وكقول الشاعر: رمانى بأمر كنت منه ووالدى بريا ومن حول الطوى رمانى وقول الآخر: نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأى مختلف فكذلك معنى الآية: فتاب عليهما. " مجمع البيان ١ / ٨٩، وراجع نقض ابن تيمية لما ذهب إليه أمثال شبر في ص ٥٥٧ من المنتقى ".