للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد تفسير سورة الليل يقول: قال الشيخ محمد عبده: روى المفسرون هنا أسبابأ للنزول، وأن الآيات نزلت في أبى بكر، ومتى وجد شىء من ذلك في الصحيح لم يمنعا من التصديق به مانع، ولكن معنى الآيات لا يزال عاماً (١) .

من هذا نرى أن الشيخ مغنية في تفسيره يمثل جانب الاعتدال النسبى عند الجعفرية في المنهج والتطبيق، وبالطبع لا يخلو تفسيره من التأثر بعقيدته في الإمامة، فعلى سبيل المثال:

نراه ينسب لأمير المؤمنين على بن أبى طالب - رضي الله عنه - أنه قال: " ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق " (٢) ، وناقشنا هذا من قبل (٣) .

كما نراه يتحدث عن عصمة أهل البيت (٤) ، وعن الإمامة وفكرة العصمة (٥) . ويتحدث عن المهدى المنتظر في أكثر من موضع (٦) ، غير أنه كان يذكر بعض الأحاديث التي صحت عن طريق أهل السنة (٧) .


(١) ٧ / ٥٧٦.
(٢) ١ / ١٠، ١ /٣٩.
(٣) راجع ص ١٣٥ وما بعدها.
(٤) انظر ١ /٨٨.
(٥) ١ / ١٩٦ - ١٩٩.
(٦) انظر ١ / ٢٠٦، ٥ / ٥٧، ٥/ ٣٠٢.
(٧) ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو داود في سننه، واعترف الشيخ مغنية بصحته، وهو: " قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لو لم يبق من الدنيا إلاَّ يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتى، يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " " ٥/٣٠٢ "، والشيخ مغنية هنا وقع في التناقض الذي أشرنا إليه من قبل، لأن هذا الحديث الشريف يخالف عقيدته في المهدى، حيث يعتقد أنه محمد بن الحسن العسكرى، وليس محمد بن عبد الله الذي سيبعث قبيل الساعة.

<<  <   >  >>