للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون أفضل بصفة خاصة فيما يتعلق بأمور الخلافة ومصلحة المسلمين، وكان الرسول الكريم يولى الأنفع على من هو أفضل منه (١) .

عقب ابن تيمية على قولهم بأن الله تعالى جعل عليا نفس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: هذا خطأ، وإنما هذا مثل قوله: "لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُموهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا " (٢)

وقوله تعالى: "فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ " (٣) ، " وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيارِكُمْ " (٤)

فالمراد بالأنفس: الإخوان نسباً أو ديناً (٥) .


(١) قال ابن قيم الجوزية تحت عنوان: " تولية الرسّول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأنفع على من هو أفضل منه ": وبهذا مضت سنة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنه يولى الأنفع للمسلمين عى من هو أفضل منه، كما ولى خالد بن الوليد من حين أسلم على حروبه لنكايته في العدو، وقدمه على بعض السابقين من المهاجرين والأنصار. وكان أبو ذر من أسبق السابقين وقال له: (ياأبا ذر، إنى أراك ضعيفاً، وأحب لك ما أحبه لنفسى، لا تؤمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم) . وأمر عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، لأنه كان يقصد أخواله بنى عذرة، فعلم أنهم يطيعونه ما لايطيعون غيره للقرابة.... إلخ - انظر أعلام الموقعين ١/١١٤ -١١٥.
(٢) سورة النور - الآية ١٢.
(٣) سورة البقرة - الآية ٥٤.
(٤) نفس السورة - الآية ٨٤.
(٥) المنتقى ص ١٧ - حاول أحد الجعفرية نقض كلام ابن تيمية فقال: " فلولا إذ سمعتموه ظن كل مؤمن بنفسه خيراً، وظنت كل مؤمنة بنفسها خيراً، لا أن كل مؤمن ظن بأخيه خيراً " (منهاج الشريعة ٢/٢٨٧) ويكفى هنا أن نذكر ما قاله الطوسي شيخ الطائفة في تفسيره:
" هلا حين سمعتم هذا الإفك من القائلين ظن المؤمنون بالمؤمنين الذين هم كأنفسهم - خيراً، لأن المؤمنين كلهم كالنفس الواحدة فيما يجرى عليها من الأمور، فإذا جرى على أحدهم محنة، * *فكأنه جرى على جماعتهم وهو كقوله: " فسلموا على أنفسكم " وهو قول مجاهد ... . إلخ " ... (انظر التبيان ٧/٤١٦) .

<<  <   >  >>