عَلَى النَّاسِ} ففسر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الله عز ذكره قوله " وسطا " قال: عدلا. فكانوا عدول الأمة، وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة.
وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجرى على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم فقال:{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} الآية (١) .
ووجدنا النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيرة، ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لهم فقال: نضر الله امرأ سمع مقالتى فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبته: فليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقال: بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عنى ولا حرج.
ثم تفرقت الصحابة رضى الله عنهم في النواحى والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازى والإمارة والقضاء والأحكام، فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذى هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحكموا بحكم الله عز وجل، وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نظائرها من المسائل، وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عز وجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين.
وبعد الصحابة قال عن التابعين (ص ٨: ٩) .
التابعون: فخلف بعدهم التابعون الذين اختارهم الله عز وجل لإقامة دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه وأحكامه وسنن رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآثاره،