للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إن المذكر هو الذي يتمشى مع هذا الاستعمال، فلم أجد التعبير بالمؤنث مع كلمة الأهل - سواء أأريد بها الزوجات أم غيرهن - في القرآن الكريم كله (١) .

واحتج طائفة من العلماء على أن الآل هم الأزواج والذرية بما جاء عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما سئل: كيف نصلى عليك؟ فقال: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". وهذا الحديث متفق عليه.

وكذلك بما ورى عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك، حميد مجيد " (٢) .

وروى الإمام البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: " بنى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعياً.... فخرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانطلق إلى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك؟ بارك الله لك، فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما قال لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة " (٣)

كما أن المعنى اللغوى للأهل لا يخرج الزوجات (٤) .

فالاستعمال القرآنى والنبوي واللغوى لا يخرج الزوجات من آية التطهير، والسياق إن لم يحتم دخولهن فعلى أقل تقدير يعتبر مرجحاً. هذا بالنسبة


(١) انظر مادة " أهل " في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، وارجع إلى الآيات التي اشتملت على هذه الكلمة.
(٢) نيل الأوطار ٢/ ٣٢٤ –٣٢٦.
(٣) صحيح البخاري – كتاب التفسير – باب " لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ... ".
(٤) انظر المادة في معاجم اللغة.

<<  <   >  >>