للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصل هذا الرأى الفاسد أن الزنادقة وطائفة من الرافضة ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنة والاقتصار على القرآن، وهم في ذلك مختلفو المقاصد، فمنهم من كان يعتقد أن النبوة لعلى، وأن جبريل - رضي الله عنه - أخطأ في نزوله إلى سيد المرسلين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً، ومنهم من أقر للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنبوة، ولكن قال: إن الخلافة كانت حقا لعلى ... إلخ.

ثم قال السيوطى بعد ذلك: وهذه آراء ما كنت استحل حكايتها، لولا ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل هذا المذهب الفاسد الذى كان الناس في راحة منه من أعصار.

وقد كان أهل هذا الرأى موجودين بكثرة في زمن الأئمة الأربعة فمن بعدهم، وتصدى الأئمة الأربعة وأصحابهم في دروسهم ومناظراتهم للرد عليهم، وسأسوق إن شاء الله جملة من ذلك والله الموفق (١) .

والكتاب طبع في ستين ومائة صفحة، فارجع إليه.

تعقيب

قد يقال: كيف ذكر السيوطى أن الرافضة تنكر الاحتجاج بالسنة وعندها أربعة كتب معتمدة في السنة؟

والجواب أن الرافضة أرادوا هدم السنة المشرفة التي بين أيدى المسلمين حتى لا يبقى إلا كتبهم التي يتداولونها فيما بينهم والتي وضعت لتأييد عقيدتهم الباطلة كما سيتضح من دراستها، والله تعالى أعلم.


(١) انظر الكتاب المذكور: ص ١١ - ١٢.

<<  <   >  >>