للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: فأظهرهما أولاهما فى القرآن دلالة على ما قلنا، وخلاف ما ذهبت إليه.

قال: وأين هى؟

قلت: قول الله عزوجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} فأخبر أنه يتلى فى بيوتهن شيئان.

قال: فهذا القرآن يتلى، فكيف تتلى الحكمة؟

قلت: إنما معنى التلاوة أن ينطق بالقرآن والسنة، كما ينطق بها.

قال: فهذه أبين فى أن الحكمة غير القرآن من الأولى.

وقلت: افترض الله علينا اتباع نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال: وأين؟

قلت: قال الله عزوجل: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} .

وقال عزوجل: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} .

وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .

قال: ما من شئ أولى بنا أن نقوله فى الحكمة: من أنها سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو كان بعض ما قال أصحابنا: أن الله أمر بالتسليم بحكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحكمته إنما هو مما أنزله ـ لكان من لم يسلم، له أن ينسب إلى التسليم لحكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <   >  >>