وقد استدل أحمد بحديث ابن عمر:" لا يمس المصحف إلا على طهارة "(١) .
ففي هاتين الروايتين ذكر صريح للمصحف، والله أعلم بالصواب.
وبعد هذا النقاش نأتى إلى رأي لا يحتاج إلى مناقشة، فهو يتصل بغلوهم في عقيدة الإمامة، حيث يجعلون بيوت أئمتهم تقترب من المساجد في الحكم فيمنع الجنب من دخولها، كما يجعلونها بيوت أنبياء: ونذكر هنا ما جاء في وسائل الشيعة (١/٤٨٩-٤٩٠) تحت باب " كراهة دخول الجنب بيوت النبى ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ والأئمة عليهم السلام ".
نجد هنا خمس روايات:
أربعة منها تذكر أن أبا بصير دخل ـ وهو جنب ـ على أبى عبد الله، أي الإمام الصادق، فقال له:" أما تعلم أنه لا ينبغى لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء؟ "
وفي رواية:" أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب ".
وفي رواية أنه فعل ذلك عمداً ليعطيه من دلالة الإمامة مثل ما أعطاه أبوجعفر، أي الإمام الباقر. والكذاب يقصد هنا نسبة علم الغيب للأئمة، حيث عرف أنه جنب بمجرد أن رآه.
وفي الرواية الأخيرة:" هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب "؟
وغير الأربعة رواية عن الحسين - عليه السلام -، أن أعرابياً دخل عليه فقال له:" أما تستحي يا أعرابي تدخل على إمامك وأنت جنب "؟!