للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم لم تزل الدنيا تمخض لتلد أكمل فرد في الإنسانية، وأجمع ذات لأحسن ما يمكن من مزايا العبقرية في الطبيعة البشرية، وأسمى روح ملكوتية في أصقاع الملكوت، وجوامع الجبروت، فولدت نوراً واحداً شطرته نصفين: سيد الأنبياء محمداً، وسيد الأوصياء علياً، ثم جمعتهما ثانياً فكان الحسين مجمع النورين، وخلاصة الجوهرين كما قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: حسين منى وأنا من حسين " (١) (٢)

وذكر فيما ذكر هذا البيت:

ومن حديث كربلا والكعبة لكربلا بأن علو الرتبة (٣) .

وقال كذلك (٤)

" اتفق علماء الإمامية، وتضافرت الأخبار، بحرمة أكل الطين إلا من تربة قبر الحسين - عليه السلام - بآداب مخصوصه وبمقدار معين ".

وذكر في موضع آخر رواية منسوبة للإمام الصادق وهي: " السجود على طين قبر الحسين ينور الأرضين السبع، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين كتب مسبحاً وإن لم يسبح " (٥) .

ونلاحظ ما يأتى:

١ ـ لو كان فضل هذا المكان لطيب الثمار، ورواء الأشجار إلى ما شابه ذلك، لوجدنا أماكن أخرى تشبهه أو تفضله في سائر بقاع الأرض، فضلًا عن أن هذا ليس من الأسس التى شرعها الإسلام في التفضيل من حيث السجود، أو التسبيح، أو غير ذلك من الأمور الدينية.


(١) ص ١٧٨.
(٢)
(٣) ص ١٧٩.
(٤) ص ١٨٠.
(٥) ص ١٨٥. آخر المنقول من " الأرض والتربة الحسينية ".

<<  <   >  >>