للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المشركين، حتى حجه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون، وهذا هو الذي اختاره الطبري وأيده (١) .

والجعفرية لا يخرجون في تأويلهم عن القولين، ولكنهم يزيدون أن الآية الكريمة نزلت بعد أن نصب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً علماً للأنام يوم غدير خم عند منصرفه من حجة الوداع، ويروون هذا عن الإمامين الباقر والصادق، ويرون أن الولاية آخر فريضة أنزلها الله تعالى، ثم لم ينزل بعدها فريضة (٢) .

وفسر الطبرسي " وأتممت عليكم نعمتي " بولاية على بن أبى طالب، وذكروا رواية عن أبى سعيد الخدري أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال بعد نزوله الآية الكريمة: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وولاية على بن أبى طالب من بعدى.

ولكن الطوسي لا يذكر مثل هذه الرواية، ويفسر " وأتممت عليكم نعمتي " بقوله: " خاطب الله تعالى جميع المؤمنين بأنه أتم نعمته عليهم، بإظهارهم على عدوهم المشركين ونفيهم إياهم عن بلادهم، وقطعه طمعهم من رجوع المؤمنين وعودهم إلى ملة الكفر، وانفراد المؤمنين بالحج والبلد الحرام، وبه قال ابن عباس وقتادة والشعبي".

ولم يشر الطوسي إلى الولاية، وما ذكره كأنما نقل عن شيخ المفسرين، فقد قال الطبري في تفسيره: " يعنى جل ثناؤه بذلك: وأتممت نعمتي، أيها المؤمنون بإظهاركم على عدوى وعدوكم من المشركين، ونفيي إياهم عن بلادكم، وقطعي طمعهم من رجوعكم وعودكم إلى ماكنتم عليه من الشرك. وبنحو الذي قلنا


(١) انظر تفسير الآية الكريمة في الطبري تحقيق شاكر ٩/٥١٧ ـ ٥٣١ وابن كثير ٢/١٢ ـ ١٤ والكشاف ١/٥٩٣، والآلوسى ٢/٢٤٨ ـ ٢٤٩ والقرطبى ٦/٦١ ـ ٦٣، والبحر المحيط ٣/٤٢٦.
(٢) راجع للجعفرية: التبيان ٣/٤٣٥ -٤٣٦، ومجمع البيان ط مكتبة الحياة ٦/٢٥ ـ ٢٦، وجوامع الجامع ص ١٠٤، وتفسير شبر ص ١٣٣، ومصباح الهداية ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

<<  <   >  >>