للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دون القدماء الذين لا يتجاوزون مدلول ألفاظ الكتاب والسنة، وأخبار أهل البيت صلوات الله عليهم فإنه لا خلاف بينهم فى وجوبها الحتمى " (١) .

ثم استدل بعد ذلك بكلام الله تعالى، وبالأحاديث المروية عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبكلام الأئمة، وبالإجماع وبالوجوه العقلية.

والسيد هبة الدين الحسينى، المعروف بآية الله الشهرستانى، فى كتيبه " وجوب صلاة الجمعة " استدل على هذا الوجوب، وذكر أسماء سبعة وأربعين من فقهاء الإمامية القائلين بالوجوب (٢) .

وفى كل هذا غنى وكفاية، فما الذى دعا معظم شيعة اليوم إلى ترك هذه الفريضة؟ وما الذى يخشونه لو استجابوا لنداء الله تعالى، ولم يضيعوا الجمعة التى تعد عيداً إسلامياً باعترافهم (٣) .

ولمَ لم يقيموها حتى فى مناطق تجمعهم؟ أرى أنهم فى ذلك على ضربين: ففريق منهم رأوا أنهم إن صلوا الجمعة قاموا مقام الإمام المعصوم، وأخذوا منصبه من غير إذنه، وجعلوا إمامهم من اغتصب هذا المنصب (٤) .

وهؤلاء فيما يظنونه خاصاً بالإمام يتعصبون تعصباً جاهلاً كل الجهل، ولهذا رأينا بعضهم يضع الجمعة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعتبر الجمعة منكراً (٥) .


(١) نفس الكتاب ص ١٥ ـ ١٦.
(٢) انظر الكتيب ص ١٦ ـ ٢٢.
(٣) انظر: مفتاح الكرامة ٢ / ٧٠ كتاب الصلاة. وانظر كذلك: جواهر الكلام (١١ / ١٣١) حيث يقول مؤلفه عن يوم الجمعة: " ليس للمسلمين عيد ـ بعد يوم غدير خم ـ أولى منه، بل هو أعظم عند الله من يومى الفطر والأضحى " فهو يقدمه على العيدين ولكن الناحية المذهبية جعلته يضع كل هذه الأعياد بعد يوم الغدير!
(٤) انظر مفتاح الكرامة ـ كتاب الصلاة ٢ / ٦٧.
(٥) انظر نفس المرجع ص ٦٠.

<<  <   >  >>