للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأما [١] الحديث الذي رواه أبو جعفر بن جرير (٤٤): حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدَّثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدَّثنا جعفر بن محمد [] [٢] الزبيري، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ قالت: ماكان النبي يفسر شيئًا من القرآن إلا آيًا بعدد [٣] علمهن إياه جبريل .

ثم رواه (٤٥) عن أبي بكر محمد بن يزيد الطرسوسي [٤]، عن معن بن عيسى، عن جعفر بن خالد، عن هشام به- فإنه حديثٌ منكرٌ غريبٌ، وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام القرشي الزبيري، قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. وتكلم عليه الإمام أبو جعفر بما حاصله أن هذه الآيات مما لا يعلم إلا بالتوقيف عن الله تعالى مما وقفه عليها جبرائيل.

وهذا تأويل صحيح لو صح الحديث، فإن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله [٥]، كما صرح بذلك ابن عباس فيما قال ابن جرير (٤٦):


= وأما حديث أنس، فرواه ابن ماجة في المقدمة برقم (٢٦٤) من طريق يوسف بن إبراهيم - قال البخاري: هو صاحب عجائب، وقال ابن حبان: روى عن أنس من حديثه ما لا يحل بالرواية. واتفقوا على ضعفه- عن أنس، وقال البوصيري في الزوائد (١/ ١١٧): "هذا إسناد ضعيف".
وأما حديث أبي سعيد، فرواه ابن ماجة في السنن برقم (٢٦٥) من طريق محمد بن داب - كذبه أبو زرعة وغيره، ونسب إلى الوضع - عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد، وقال البوصيري في الزوائد (١/ ١١٨): "هذا إسناد ضعيف".
(٤٤) - ضعيف، والحديث في تفسير ابن جرير ٩٠ - (١/ ٨٤) ورواه أبو يعلى في مسنده (٨/ ٢٣) من طريق معن القزاز، عن فلان بن محمد بن خالد، عن هشام بن عروة به، ورواه البزار في مسنده (كشف الأستار رقم ٢١٨٥) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن خالد بن عثمة، عن حفص - أظنه ابن عبد الله - عن هشام، عن أبيه به. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٣٠٣) وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه راوٍ لم يتحرر اسمه عند أحدهما. وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٤٥) - تفسير ابن جرير ٩١ - (١/ ٨٤).
(٤٦) - تفسير ابن جرير ٧١ - (١/ ٧٥).