للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصري وغير واحد من أئمة السلف.

وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رَقَب الرجل الشيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن، وفي أسماء اللَّه تعالى: ﴿المهيمن﴾ (٦)، وهو الشهيد على كل شيء، والرقيب: الحفيظ بكل شيء.

وأما الحديث الذي أسنده البخاري: أنه ، أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرًا، فهو مما انفرد به البخاري دون مسلم، وإنما رواه النسائي من حديث شيبان وهو ابن عبد الرحمن، عن يحيى وهو ابن أبي كثير، عن أبي سلمة عنهما (٧).

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا يزيد، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلي السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ (٨) هذا إسناد صحيح (٩).

أما إقامته بالمدينة عشرًا فهذا مما لا خلاف فيه، وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة؛ لأنه، ، أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح، ويحتمل أنه حذف ما زاد على العشرة اختصارًا في الكلام؛ لأن العرب


= عن مطرف بن طريف، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي، عن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن النبي، ، عهد إلى علي سبعين عهدًا، لم يعهدها إلى غيره، رواه الطبراني في معجمه عن محمد بن سهل بن الصباح، عن أحمد بن الفرات، عن السندي، وقال: تفرد به السندي، قلت: قرأت بخط الذهبي: هذا حديث منكر، وقال ابن معين، عن أبي أحمد الزبيري: سلت إسرائيل عن اسم التميمي؛ فقال: أربدة، وقال العجلي: تابعي كوفي ثقة، وقال ابن حبان في الثقات: أصله من البصرة، كان يجالس البراء بن عازب، وقال ابن البرقي: مجهول، وذكره البرديجي في أفراد الأسماء، وذكره أبو العرب الصقلي القيرواني في الضعفاء. ا هـ من التهذيب.
(٦) -[الحشر / ٢٣].
(٧) - رواه البخاري برقم (٤٩٧٨، ٤٩٢٩) عن عبيد اللَّه بن موسى، والنسائي في الكبرى برقم (٧٩٧٧). وأحمد (٢٦٩٦) حدثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان، فذكره.
(٨) -[الإسراء: ١٠٦].
(٩) - فضائل القرآن (ص ٣٦٧ - ٣٦٨)، ورواه النسائي، وابن أبي شيبة (١٠/ ٥٣٣)، والطبري (١٥/ ١١٩) (٣٠/ ١٦٦)، ورواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٢٢) من طرق، عن داود بن أبي هند، به، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٢٠٥) لابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي.