للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا منقطع، فإن الحسن لم يدرك عمر، ومعناه: أنَّه أشار بجمعه فجمع؛ ولهذا كان مهيمنًا على حفظه وجمعه كما رواه ابن أبي داود حيث قال:

حدثنها أَبو الطاهر، حدَّثنا ابن وَهْب، حدثنا عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عمر لما جمع القرآن كان لا يقبل من أحد شيئًا حتَّى يشد شاهدان (٥٥).

وذلك عن أمر الصدق له في ذلك، كَما قال أَبو بكر بن أبي داود:

حدثنا أَبو الطاهر، حدثنا ابن وَهْب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استحر القتل، بالقراء يومئذ فرق (٥٦) أَبو بكر، ، أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه (٥٧). منقطع حسن.

ولهذا قال زيد بن ثابت: وجدت سورة التوبة، يعني قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ إلى آخر الآيتين (٥٨) مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت - الذي جعل رسول الله شهادته بشهادتين - لم أجدها مع غيره، فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله من الأعرابي، فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله ، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.

والحديث رواه أهل السنن (٥٩) وهو مشهور.

وري أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية أن أبي بن كعب أملاها عليهم مع خزيمة بن ثابت (٦٠).


(٥٥) - المصاحف (ص ٦).
(٥٦) - أي: خاف وخشي.
(٥٧) - المصاحف (ص ٦).
(٥٨) -[التوبة: ١٢٨، ١٢٩].
(٥٩) - رواه أَبو داود في الأقضية برقم (٣٦٠٧)، والنَّسائي في البيوع (٢/ ٣٠٧)، ورواه أحمد (٥/ ٢١٥ - ٢١٦)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٣٧٨ - ٣٧٩)، وابن أبي عمر كما في المطالب ٤٤٥٢ - (٩/ ٣١١). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٠٨٥)، والطحاوي في الشرح (٤/ ١٢٦)، والحاكم (٢/ ١٧)، والبيهقي (٧/ ٦٦، ١٠/ ١٤٥ - ١٤٦)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ورجاله باتفاق الشيخين ثقات.
(٦٠) - رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ٢١٣٠٦ - (٥/ ١٣٤)، من طريق عمر بن شقيق، عن =