للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال : "بعثت إلى الأسود والأحمر" (٧٣). وقال: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" (٧٤).

وقال الإِمام أحمد (٧٥): حدَّثنا مؤمل، حدَّثنا حمَّاد، حدَّثنا ثابت عن أَنس، : أن غلامًا يهوديًّا كان يضع [١] للنبي وضوءه، ويناوله نعليه، فمرض، فأتاه النبي فدخل عليه، وأَبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي : "يا فلان "قل لا إله إلَّا الله". فنظر إلى أبيه، فسكت أَبوه، فأعاد عليه النبي فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم. فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنك رسول الله. فخرج النبي، ، وهو يقول: "الحمد لله الذي أخرجه بي من النار" رواه [٢] "البخاري في الصحيح، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٢)

هذا ذم من الله تعالى لأهل الكتاب فيما ارتكبوه من المآثم والمحارم، في تكذيبهم بآيات الله قديمًا وحديثًا، التي بلغتهم إياها الرسل؛ استكبارًا عليهم، وعنادًا لهم، وتعاظمًا على الحق، واستنكافًا عن اتباعه، ومع هذا [قتلوا من] [٣] قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه، بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم، إلَّا لكونهم دعوهم إلى الحق ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ﴾ وهذا هو غاية الكبر، كما قال النبي : "الكبر بطر الحق وغمط الناس" (٧٦).


(٧٣) - تقدم تخريجه - في المقدمة.
(٧٤) - سيأتي تخريجه سورة النساء آية (٤٣).
(٧٥) - أخرجه أحمد في "مسنده" (٣/ ١٧٥)، والبخاري في "صحيحه" كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ حديث (١٣٥٦)، وطرفه حديث (٥٦٥٧). وأَبو داود في كتاب الجنائز، باب: في عيادة الذِّمِّيِّ، حديث (٣٠٩٥) كلهم من طريق حمَّاد بن زيد به.
(٧٦) - سبق تخريجه - سورة البقرة آية (٦١).