للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفاطمة، وحسن وحسين، وجميع أزواج النبي وأهل بيته [حتى شبعوا جميعًا]، قالت: وبقيت الجفنة كما هي. قالت [١]: فأوسعت ببقيتها [٢] على جميع الجيران، وجعل الله فيها بركة وخيرًا كثيرًا.

﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَال رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩) قَال رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَال كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (٤٠) قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (٤١)

لما رأى زكريا أن الله تعالى يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء؛ [طمع حينئذ] [٣] في الولد [وإن كان] [٤] شيخًا كبيرًا، قد [ضعف و] [٥] وهن منه العظم واشتعل الرأس [٦] شيبًا، [وإن كانت] [٧] امرأته مع ذلك كبيرة وعاقرًا، لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خفيًّا وقال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ﴾ أي: من عندك، ذرية طيبة، أي: ولدًا صالحًا، إنك سميع الدعاء. قال الله تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ﴾ أي: خاطبته الملائكة شفاهًا، خطابًا أسمعته وهو قائم يصلي [٨] في محراب عبادته، ومحل خلوته، ومجلس مناجاته وصلاته.

ثم أخبر تعالى عما بشرته به الملائكة ﴿أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾ أي: بولد يوجد لك من صلبك اسمه يحيى.

قال [٩] قتادة وغيره: إنما سمي يحيى لأن الله تعالى أحياه بالإِيمان. وقوله: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ


[١]- سقط من: ز.
[٢]- في ز: "بقيمتها".
[٣]- في خ: "كمع ح".
[٤]- بين المعكوفين في ز، خ: "وكان".
[٥]- سقط من ت.
[٦]- في ز: "رأسه".
[٧]- في خ: "وكانت".
[٨]- سقط من: ز.
[٩]- في خ: "وقال".