للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ اللَّهِ﴾ روى العوفي وغيره عن ابن عباس، وقال الحسن وقتادة، وعكرمة ومجاهد، وأبو الشعثاء والسدّي، والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم، في هذه الآية ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ أي: بعيسى بن مريم. وقال الربيع بن أنس: هو أول من صدق بعيسى بن مريم.

وقال قتادة: وعلى سنته ومنهاجه.

وقال ابن جريج: قال ابن عباس في قوله: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ قال: كان يحيى وعيسى ابني خالة، وكانت أم يحيى تقول، لمريم: إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك، فذلك تصديقه بعيسى؛ تصديقه له في بطن أمه، وهو أول من صدق عيسى، وكلمة الله عيسى، وهو. أكبر من [يحيى ] [١] " وهكذا قال السدي أيضًا.

وقوله [٢] ﴿وسَيِّدًا﴾. قال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة وسعيد بن جبير وغيرهم: الحكيم. وقال قتادة: سيدًا في العلم والعبادة.

وقال [٣] ابن عباس والثوري والضحاك: السيد: الحكيم التقي [٤]. وقال سعيد بن المسيب: هو الفقيه العالم.

وقال عطية: السيد في خلقه ودينه. وقال عكرمة: هو الذي لا يغلبه الغضب. وقال ابن زيد: هو الشريف. وقال مجاهد وغيره: هو الكريم على [الله ﷿].

وقوله: ﴿وحَصُورًا﴾ روي عن ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبي الشعثاء، وعطية العوفي؛ أنهم قالوا: هو الذي لا يأتي النساء. وعن أبي العالية والربيع بن أنس: هو الذي لا يولد له. وقال الضحاك: هو الذي لا ولد له ولا ماء له.

وقال ابن أبي حاتم (١٠٥): حدَّثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أنبأنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس في الحصور: الذي لا ينزل الماء.

وقد روى ابن أبي حاتم (١٠٦) في هذا حديثًا غريبًا جدًّا فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب


(١٠٥) - رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٢٤٦) رقم (٤٩٣)، وأخرجه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٣٧٩) رقم (٦٩٩٧) من طريق ابن حميد، عن جرير به. وقابوس هذا: هو ابن أبي ظَبْيان، الجَنْبي، الكوفي فيه لين.
(١٠٦) - رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٢٤١) برقم (٤٨٢)، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١١/ ٥٦١) رقم (١١٩٥٦) عن أبي خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله=