للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله فقال: "أحسنت" ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟! فجلده الحد (١٨٩).

حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني [بكتاب الله] [١] تبلغه الإبل لركبت إليه (١٩٠).

وهذا كله حق وصدق، وهو من إخبار الرجل بما يعلم من نفسه مما قد يجهله غيره، فيجوز ذلك للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥]، ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله : "استقرئوا القرآن من أربعة"، فبدأ به.

وقال أبو عبيد: حدثنا مصعب بن المقدام، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر، عن النبي قال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا (١٩١) كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" (١٩٢).

وهكذا رواه الإمام أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، به مطولا، وفيه قصة.

وأخرجه الترمذي والنسائي من حديث أبي معاوية به وصححه الدارقطني، وقد ذكرته في مسند عمر (١٩٣).


(١٨٩) - البخاري في فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب رسول الله، ، برقم (٥٠٠١).
(١٩٠) - البخاري في فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب رسول الله، ، برقم (٥٠٠٢).
(١٩١) - قال ابن الأثير: الغض: الطري الذي لم يتغير؛ أراد طريقته في القراءة، وهيئته فيها. وقيل: أراد الآيات التي سمعها منه، من أول سورة النساء إلى قوله: ﴿فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ النهاية (٣/ ٣٧١).
(١٩٢) - فضائل القرآن (ص ٣٧٢)، والحاكم (٢/ ٢٢٧) (٣/ ٣١٨)، وأحمد في المسند (١/ ٢٥، ٢٦)، والترمذي في الصلاة، باب: ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء برقم (١٦٩)، والنسائي في الكبرى برقم (٨٢٥٦).
(١٩٣) - مسند عمر بن الخطاب للمؤلف (ص ١٧١ - ١٧٣) وقال: "وهذا الحديث لا يشك أنه محفوظ، وهذا الاضطراب لا يضر صحته، والله أعلم".