للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مسند الإمام أحمد -أيضًا- عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "ومن أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" (١٩٤)، وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود، وكان يعرف بذلك.

ثم قال البخاري (١٩٥): حدثنا حفص بن عمر، حدثنا همام، حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله ؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. ورواه مسلم من حديث همام.

ثم قال البخاري: تابعه الفضل، عن حسين بن واقد، عن ثمامة، عن أنس بن مالك.

حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس بن مالك قال: مات النبي ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه (١٩٦).

فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضًا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار، وهم أبي بن كعب في الرواية الأولى المتفق عليها وفي الثانية من أفراد البخاري: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وكلهم مشهورون إلا أبا زيد هذا، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، وقد اختلف في اسمه فقال الواقدي: اسمه قيس بن السكن بن قيس بن زعورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار (١٩٧).

وقال ابن نمير: اسمه سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية من الأوس. وقيل: هما اثنان جمعا القرآن، حكاه أبو عمر بن عبد البر، وهذا بعيد وقول الواقدي أصح لأنه


(١٩٤) - رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٤٦)، وفي فضائل الصحابة (١٥٣٧)، وأبو يعلى (٦١٠٦)، والعقيلي (١/ ١٩٧ - ١٩٨)، والبزار (٣/ ٢٦٨٢)، وقال البزار: جرير ليس بالحافظ، وتركه النسائي، وضعفه ابن السكن، وقال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث.
(١٩٥) - البخاري في فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب رسول الله، ، برقم (٥٠٠٣)، ومسلم في فضائل الصحابة، برقم ١١٦ - (٢٤٦٥).
(١٩٦) - البخاري في فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب رسول الله، ، برقم (٥٠٠٤).
(١٩٧) - انظر: أسد الغابة (٦/ ١٢٠)، والإصابة (٣/ ٢٤٠).