للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منقطع، وهذا هو القول الذي نص عليه الشافعي في [رواية الربيع] [١]، قال: وإنما قلنا ذلك استدلالا بالسنة وإجماع اُكثر أهل العلم.

وقد روى ابن أبي حاتم في ذلك حديثًا مرفوعًا قال (٢٤٩): حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن الجنيد، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، حَدَّثَنَا أبي، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن جابر، عن رجل، عن أبي عبد الرحمن، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله ﴿فإذا أحصنّ﴾ قال: "إحصانها: إسلامها [وعفافها" وقال: المراد به هاهنا التزويج. قال: وقال علي: اجلدوهن] [٢].

ثم [٣] قال ابن أبي حاتم: وهو حديث منكر.

(قلت): وفي إسناده ضعف، وفيه [٤] من لم يسم، ومثله [٥] لا تقوم به حجة.

وقال القاسم وسالم: إحصانها إسلامها وعفافها. وقيل: المراد به هاهنا التزويج. وهو قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة وطاووس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم. ونقله أبو علي الطبري (٢٥٠) في كتابه الإيضاح عن الشافعي فيما رواه أبو الحكم بن عبد الحكم عنه. وقد [رواه


= وقد خولف هؤلاء في رفعهم الحديث عن هشام بن حسان؛ فقد رواه عبد الرزاق في مصنفه (٦/ ٢٠٠) (١٠٤٩٤)، وحفص بن غياث والنضر بن شميل: (عند الدارقطني في سننه (٣/ ٢٢٧)، وسفيان بن عيينة: ذكره البيهقي في السنن الكبرى (٧/ ١١٠) - أربعتهم عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفًا عليه من قوله.
- وكذلك رواه أيوب السختياني: عند عبد الرزاق في المصنف (٦/ ٢٠٠) (١٠٤٩٣)، والأوزاعي: عند البيهقي في الكبرى (٧/ ١١٠)، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفًا.
قال ابن عبد الهادي: وهو أشبه. يعني الموقوف.
(٢٤٩) - في تفسيره (٣/ ٩٢٣) (٥١٥٧)، وأبو حمزة: هو محمد بن ميمون المروزي السُّكري، وثقه الدوري والنسائي وابن حبان، وقال ابن عبد البر: ليس بقوى، وقال النسائي: لا بأس بأس حمزة إلا أنه كان قد ذهب بصره في آخر عمره، فمن كتب عنه قبل ذلك فحديثه جيد.
وجابر: هو ابن يزيد الجعفي، ضعفه كثير من أهل الحديث، ووثقه بعضهم.
(٢٥٠) - انظر: معرفة السنن والآثار (٦/ ٣٦٥)، وأبو علي الطبري هو الإمام الحسن بن القاسم شيخ الشافعية، أخذ الفقه عن أبي علي بن أبي هريرة، وهو من أصحاب الوجوه في مذهب الشافعي، صنف "المحرر في النظر" وهو أول كتاب صُنِّف في الخلاف المجرد، و "الإفصاح" في المذهب، وألف في الجدل. توفي سنة، ٣٥٠ هـ.