للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾. ولا عاقًّا إلا وجدته جبارًا شقيًّا، وتلا: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾.

وروى ابن أبي حاتم، عن العوام بن حوشب، مثله في المختال الفخور، وقال (٤٢١): حدثنا أبى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: قال مطرف: كان يبلغني عن أبي ذر حديث، كنت أشتهي لقاءه، فلقيته، فقلت: با أبا ذر، بلغني أنك تزعم أن رسول الله حدثكم: "إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة"، قال: أجل. فلا إخالني [١]، أكذب على خليلي، ثلاثًا [٢]، قلت: من الثلاثة الذين يبغض الله؟ قال: المختال الفخور، أو ليس تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل، ثم قرأ الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾.


(٤٢١) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٣١٣) وأخرجه الطيالسى فى مسنده (٤٦٨) ومن طريقه ابن أبى عاصم فى "الجهاد" (١/ رقم ١٢٨) والبيهقى فى "السنن الكبرى" (٩/ ١٦٠) والذهبى فى "حق الجار" (٥٦) معلقًا وأخرجه أحمد فى "المسند" (٥/ ١٧٦) ثنا يزيد -وهو ابن هارون- والبزار فى مسنده (٩/ رقم ٣٩٠٨) البحر الزخار" من طريق روح بن عبادة، والطبرانى فى "العجم الكبير" (٢/ ١٦٣٧) والحاكم فى "المستدرك" (٢/ ٨٨، ٨٩) وعنه البيهقى فى "شعب الإيمان" (٧/ ٩٥٤٩) من طريق مسلم بن إبراهيم أربعتهم (أبو داود ويزيد وروح ومسلم) نا الأسود بن شيبان به مطولًا وبيانه: " أن رسول الله قال: إن الله يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة … قلت -مطرف بن عبد الله-: فمن الثلاثة الذين يحبهم الله؟ قال: رجل لقى العدو فقاتل وإنكم لتجدون ذلك فى الكتاب عندكم: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ قلت: ومن؟ قال: رجل له جار سوء فهو يؤذيه ويصبر على أذاه فيكفيه الله بحياة أو موت، قال: ومن؟ قال: رجل كان مع قوم فى سفر فنزلوا فعرسوا قد شق عليهم الكرى والنعاس ووضعوا رءوسهم فناموا وقام فتوضأ وصلَّى رهبة لله ورغبة إليه، قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: البخيل المنان والمختال الفخور وإنكم لتجدون فى كتاب الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ قال: فمن الثالث؟ قال: التاجر الحلَّاف أو البائع الحلَّاف" وصححه الحاكم على ضروو مسلم، ووافقه الذهبى، وقال البزار: "وهذا الكلام قد روى بعضه عن أبى ذر من غير وجه -انظر ما تقدم (سورة آل عمران/ آية ٧٧) -ولا نعلمه- روى عنه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا روى مطرف عن أبى ذر إلا هنا الحديث" ومطرف ثقة فاضل ومن دونه ثقات أثبات، فالإسناد صحيح وقد ذكر الحديث المنذرى فى "الترغيب والترهيب" (٣/ ٣٦٠) وقال: "رواه أحمد والطبرانى واللفظ له وأحد إسنادى أحمد رجالهما محتج بهم فى الصحيح، ورواه الحاكم وغيره بنحوه وقال: صحيح على شرط مسلم " وكذا ذكره الهيثمى فى "المجمع" (٧/ ١٧٣، ١٧٤) وقال: "رواه النسائى وغيره -تقدم (آل عمران/٢٢) غير ذكر الجار- رواه أحمد والطبرانى وإسناد الطبرانى وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح".