للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السمعة وأن يمدحوا بالكرم، ولا يريدون بذلك وجه الله، وفي [الحديث الذي فيه] [١] الثلاثة الذين هم أول من تسجر بهم النار، وهم العالم والغازي والمنفق المراءون بأعمالهم، يقول صاحب المال: ما تركت من شئ تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت في سبيلك. فيقول الله: كذبت؛ إنما أردت أن يقال: جواد [٢] فقد قيل. أي: فقد أخذت جزاءك في الدنيا، وهو الذي أردت بفعلك (٤٢٧).

وفي الحديث أن رسول الله قال لعدي [بن حاتم] [٣]: "إن أباك رام [٤] أمرًا فبلغه" (٤٢٨).

وفي حديث آخر أن رسول الله سئل عن عبد الله بن جدعان، هل ينفعه إنفاقه وإعتاقه؟ فقال: "لا، إنه لم يقل يومًا من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" (٤٢٩).


= ومن قبله اكتفى الهيثمى بعزوه إلى الطبرانى وبناءً على ذلك فقد تعقب الألبانى فى "تمام المنة" (ص ٢٢٥) مصنف كتاب "فقه السنة" فى عزوه هذا الحديث لأبي داود وزعم أن "عزوه لأبي داود خطأ" وحق هذا التعقيب أن يتعقب فالحديث فى أبى داود كما تقدم بيانه والله المستعان.
(٤٢٧) - أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (١٥٢) (١٩٠٥) وكذا أحمد (٢/ ٣٢١، ٣٢٢)، والنسائى (٦/ ٢٣) من حديث أبى هريرة.
(٤٢٨) - أخرجه أحمد (٤/ ٢٥٨، ٣٧٧، ٣٧٩) والطيالسى فى مسنده (١٠٣٤) وابن حبان فى صحيحه (٢/ رقم ٣٣٢) والطبرانى فى "المعجم الكبير" (١٧/ رقم ٢٥٠) والبيهقى فى "السنن الكبرى" (٧/ ٢٧٩) وفى "الشعب" (٥/ ٦٨٤١) من طريق سماك بن حرب عن مُرَى بن قطرى عن عدى بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إن أبى كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا فقال … فذكر الحديث قال الهيثمى فى "المجمع" (١/ ١٢٤): "رواه أحمد ورجاله ثقات، والطبرانى في الكبير" وصحح الحاكم (٤/ ٢٤٠) هذا الإسناد على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبى وذلك بناء على قوله فى "الميزان": "مُرَى بن قَطَرى عن عدى بن حاتم، لا يعرف، تفرد عنه سماك بن حرب، كوفى" وقال الحافظ فى "التقريب": "مقبول" وقد فاتهما توثيق ابن معين له فى رواية عثمان بن سعيد الدارمى (رقم ٧٦٦) وكذا وثقه ابن حبان "الثقات" (٥/ ٤٥٩) وله شاهدان بإسناد ضعيف فى مسند سهل بن سعد وابن عمر انظر "المجمع" (١/ ١٢٤).
(٤٢٩) - أخرجه أحمد (٦/ ٩٣، ١٢٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل (٣٦٥) (٢١٤) من حديث عائشة.