للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا مثقال ذرة، بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة، كما قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (٤٧)﴾. وقال تعالى مخبرًا عن لقمان أنه قال: ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦)﴾. وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾.

وفي الصحيحين (٤٣٠)، من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه في حديث الشفاعة الطويل وفيه: فيقول اللَّه ﷿: "ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مقال [حبة خردل] [١] من إيمان فأخرجوه من النار" وفي لفظ: "أدنى أدنى أدنى معقال ذرة من إيمان فأخرجوه من النار. فيخرجون خلقا كثيرا". ثم يقول أبو سعيد: اقرءوا إن شئتم ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠)﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٤٣١): حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن عبد اللَّه بن السائب، عن زاذان، قال: قال عبد اللَّه بن مسعود: يؤتى بالعبد أو [٢] الأمة يوم القيامة، فينادي مناد على رءوس الأوّلين والآخرين: هذا فلان بن فلان، من كان له حق فليأت إلى حقه. فتفرح المرأة أن يكون لها الحق على أبيها أو [٣] أمها [٤] أو أخيها أو زوجها [ثم قرأ] [٥]: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (١٠١)﴾ فيغفر اللَّه من حقه ما يشاء، ولا


(٤٣٠) - أخرجه البخارى، كتاب التوحيد، باب: قول اللَّه تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ (٧٤٣٩)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية (٣٠٢) (١٨٣) وكذا أخرجه أحمد (٣/ ١٦، ٩٤) والترمذى (٢٥٩٨)، والنسائى (٨/ ١١٢، ١١٣)، وابن ماجة (٦٠) كلهم من حديث أبىى سعيد بالرواية الأولى، وبالرواية الثانية إنما أخرجه البخارى، كتاب التوحيد، باب: كلام الربُّ ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (٧٥١٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها (٣٢٦) (١٩٣) من حديث أنس بن مالك.
(٤٣١) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٣٣٥) وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات من رجال "التهذيب" وعلقه ابن جرير فى تفسيره (٨/ ٩٥٠٩): وحدثت عن محمد بن عبيد، عن هارون بن عنترة به. وكان وصله قبل ذلك (٨/ ٩٥٠٨): حدثنى المثنى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة بن أبى سهل، ثنا أبو عمرو=