للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يغفر من حقوق الناس شيئا، فينصب للناس، فينادى: هذا فلان بن فلان، من كان له حق فليأت إلى حقه. فيقول: يا [١] رب فنيت الدنيا، من أين أوتيهم حقوقهم قال: خذوا الناس [٢] من أعماله الصالحة، فأعطوا كل ذي حق حقه [٣] بقدر مظلمته [٤]، فإن كان وليًّا للَّه ففضل له مثقال ذرّة ضاعفها اللَّه له حتى يدخله بها [٥] الجنة ثم قرأ علينا ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ قال: ادخل الجنة، وإن كان عبدًا شقيا، قال الملك: رب فنيت حسناته وبقي طالبون كثير؟. فيقول [٦]: خذوا من سيئاتهم فأضيفوها [٧] إلى سيئاته، ثم صكوا له صكا إلى النار.

ورواه ابن جرير من وجه [٨] آخر عن زاذان به نحوه، ولبعض هذا الأثر شاهد في الحديث الصحيح.

وقال ابن أبي حاتم (٤٣٢) حدّثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا فضيل -يعني ابن مرزوق- عن عطية العوفي، حدثني عبد اللَّه بن عمر، قال: نزلت هذه الآية في الأعراب ﴿مَنْ جَاءَ


= عن راذان به. وقال الشيخ أبو الأشبال فى حاسية ابن جرير: "أبو عمرو لم أعرف من هو؟ ففى هذه الكنية كثرة" قلت: ترجم ابن حجر فى "التهذيب" لـ "هارون بن عنترة" وكناه أبا عبد الرحمن غير أنه نقل عن أبى حاتم بن حبان أنه كناه "أبا عمرو" ثم قال: "وممن كناه أبا عمرو يحيى بن سعيد، وابن الدينى، والبخارى، والنسائى، وأبو أحمد الحاكم وغيرهم، وهو الصحيح" فيحتمل اُن يكون هو، غير أنهم لم يذكروا فى الرواة عن عنترة من اسمه "صدقة بن أبى سهل" وقد ترجم ابن أبى حاتم الرازى لرجل اسمه "أبو عمرو الجملى" فقال -"الجرح والتعديل" (٩/ ٤١٠) -: "أبو عمرو الجملى، روى عن زاذان، روى عنه صدقة أبو سهل، سمعت أبى يقول: هو مجهولًا فالله أعلم. والأثر زاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٩٠) إلى عبد بن حميد!! ومن شواهد هذا الأثر حديث المفلس ووم القيامة وهو عند مسلم (٥٩) (٢٥٨١) من حديث أبى هريرة، وانظر ما يأتى تحت آية ١٠١ من سورة "المؤمنون".
(٤٣٢) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٣٣٨) وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفى، وقد رواه ابن جرير فى تفسيره (٨/ ٩٥١١) من طريق يحيى بن أبى بكير، ثنا فضيل بن مرزوق به، غير أنه تصحف عنده "عبد اللَّه بن عمر" إلى "عبد اللَّه بن عمير" وزاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٩٠) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر والطبرانى، وقد ذكره الهيثمى فى "المجمع" (٧/ ٢٦) وقال: "=