للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ فال رجل: فما للمهاجونى يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ما هو أفضل من ذلك [١] ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠)﴾.

وحدثنا أبو زرعة (٤٣٣)، حدثنا يحيى بن عبد اللَّه بن بكير، حدثني عبد اللَّه بن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، في قوله: ﴿وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ فأما المشرك فيخفف عنه العذاب يوم القيامة، ولا يخرج من النار أبدًا. وقد يستدل [٢] له بالحديث الصحيح (٤٣٤)، أن العباس قال: يا رسول اللَّه [٣]؛ إن عمك [٤] أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعته بشيء؟ قال "نعم هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".

وقد يكون هذا خاصًّا بأبي طالب من دون الكفار، بدليل ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٤٣٥)، حدثنا عمران، حدثنا قتادة، عن أنس، أن رسول اللَّه قال: "إن اللَّه لا يظلم المؤمن حسنة، يثاب عليها الرزق في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة لم يكن له حسنة".

وقال أبو هريرة وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحاك في قوله: ﴿وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ يعني: الجنة. [نسأل اللَّه الجنة] [٥].


= رواه الطبرانى وفيه عطية وهو ضعيف".
(٤٣٣) - تفسير ابن أبى حاتم (٣/ ٥٣٣٦) وابن لهيعة ضعيف والخبر لم يعزه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٩١) لغير ابن أبى حاتم.
(٤٣٤) - أخرجه البخارى، كتاب مناقب الأنصار، قصة أبى طالب (٣٨٨٣)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: شفاعة النبى لأبى طالب والتخفيف عنه بسببه (٣٥٧: ٣٥٩) (٢٠٩)، وأحمد (١/ ٢٠٦، ٢٠٧، ٢١٠) من حديث العباس بن عبد المطلب.
(٤٣٥) - مسند الطيالسى (رقم ٢٠١١) وهدا تقصير من المصنف فى عزو الحديث، استدركه هو نفسه فى تفسير سورة النحل/ آية ٩٧ فعزاه إلى أحمد ومسلم، وهو فى "المسند" (٣/ ١٢٣، ٢٨٣)، وعند مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب: جزاء المؤمن بحسناته فى الدنيا والآخرة (٥٦، ٥٧) (٢٨٠٨) من طرق عن قتادة به.