ﷺ -كذا قال أبى- يقول:"إن اللَّه ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة" على بن زيد في أحاديثه نكارة، فالله أعلم.
[ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر، فقال: حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد المؤدب، حدثنا محمد الرفاعي، عن زياد بن الجصاص، عن أبي عثمان النهدي، قال: لم يكن أحدٌ أكثر مجالسة مني لأبي هريرة، فقدم قبلي حاجا، وقدمت بعده، فإذا أهل البصرة يأثرون عنه أنه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "إن اللَّه يضاعف الحسنة ألف ألف حسنة" فقلت: ويحكم، ما كان أحد أكثر مجالسة مني لأبي هريرة، وما سمعت منه هذا الحديث، فهممت أن ألحقه فوجدته قد انطلق حاجا، فانطقت إلى الحج أن ألقاه -في هذا الحديث- ورواه ابن أبي حاتم من طريق أخرى فقال: حدثنا بشر بن مسلم، حدثنا الربيع بن روح، حدثنا محمد بن خالد الوهبي عن زياد بن الجصاص عن أبى عثمان قال: قلت: يا أبا هريرة، سمعت إخواني بالبصرة يزعمون أنك تقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "إنّ اللَّه يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة". ففال أبو هريرة: بلى واللَّه سمعت نبي اللَّه ﷺ يقول: "إن اللَّه يجزي بالحسنة ألفي ألف حسنة". ثم تلا هذه الآية: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [١].
وقوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾ يقول تعالى مخبرًا عن هول يوم القيامة وشدَّة أمره وشأنه، فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة، حين [٢] يجيء من كل أمّة بشهيد يعني الأنبياء ﵈، كما قال تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ﴾ الآية. وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ الآية.
و [٣] قال البخاري (٤٣٧): حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن
(٤٣٧) - صحيح البخارى، كتاب فضائل القرآن، باب: قول المقرئ للقارئ حسبك (٥٠٥٠)، وأخرجه كتاب التفسير، باب: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا" (٤٥٨٢) وانظر أطرافه عند هذا الموضع. ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل استماع القرآن (٢٤٧) (٨٠٠)، وأحمد (١/ ٣٨٠، ٤٣٢)، وأبو داود، كتاب العلم، باب: فى القصص (٣٦٦٨)، والترمذى، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة النساء (٣٠٢٥)، والنسائى فى "الكبرى" (٥/ ٢٨، ٢٩) من طرق عن سليمان الأعمش به، وانظر ما بعده.