للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحديث بطوله عند مسلم من رواية شعبة ورواه أهل السنن إلا ابن ماجه من طرق عن سماك به (٤٤٦). (سبب آخر): قال ابن أبي حاتم (٤٤٧): حدّثنا محمَّد بن عمار، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، حدثنا أبو جعفر، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعامًا، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة فقدموا فلانا قال فقرأ: قل يا أيها الكافرون ما أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون. فأنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾.

هكذا رواه ابن أبي حاتم، وكذا رواه الترمذي، عن عبد [١] بن حميد، عن عبد الرحمن الدشتكي -به، وقال: حسن صحيح.

وقد رواه ابن جرير (٤٤٨)، عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن علي أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)[الكافرون: ١] فخلط فيها، فنزلت: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾.


(٤٤٦) - كذا عزاه المصنف لهم من طريق سماك، والذي أخرجه من هذه الطريق هو الترمذي فحسب فأخرجه كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة العنكبوت (٣١٨٩) من طريق شعبة عنه مختصرًا. بينما أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب: في النفل (٢٧٤٠)، والنسائي في "التفسير" من "الكبرى" (٦/ ١١١٩٦) وكذا الترمذي، باب: ومن سورة الأنفال (٣٠٧٩) من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد به بقصة النفل، وقد استدرك المصنف هذا الخطأ عند فاتحة سورة الأنفال، وانظر أيضًا "تحفة الأشراف" لأبي الحجاج المزى (٣/ ٣٩٣٠) ".
(٤٤٧) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٥٣٥٢) وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (٨٢) - وعنه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة النساء (٣٠٢٦) والضياء المقدسي في "المختارة" (٢/ ٥٦٦) - والبزار في مسنده "البحر الزخار" (٢/ رقم ٥٩٨) ثنا أحمد بن محمَّد بن سعيد الأنماطى، كلاهما (عبد بن حميد والأنماطى) نا عبد الرحمن بن عبد الله به.
وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي متصل الإسناد إلا من حديث عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن … " وعطاء بن السائب مختلط، ورواية أبي جعفر عنه بعد الاختلاط غير أن سفيان الثورى رواه عنه وهو الآتى، والجمهور على أن سفيان روى عنه قبل الاختلاط، ولذلك قال أبو عيسى الترمذي عقبه: "حديث حسن صحيح غريب" ومع هذا فقد حاول إعلاله المنذرى فى "مختصر سنن أبي داود" (٥/ ٢٥٩)!!.
(٤٤٨) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩٥٢٤)، وأخرجه أبو داود، كتاب الأشربة، باب: في تحريم الخمر (٣٦٧١) - ومن طريقه وطريق آخر الضياء في "المختارة" (٢/ ٥٦٧، ٥٦٨)، والنسائي في "التفسير" من "الكبرى" - كما في "التحفة" (٧/ ١٠١٧٥)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص ٣٣٨) والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٠٧) وصححه ووافقه الذهبي من طريق سفيان الثورى عن عطاء بن السائب به، وقال الحاكم: "في هذا الحديث فائدة كثيرة وهي أن الخوارج تنسب هذا السكر وهذا القراءة إلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب دون غيره، وقد برأه الله منها، فإنه راوى هذا الحديث".