للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن في إسناده محمد بن ثابت العبدي، وقد ضعفه بعض الحفاظ، ورواه غيره من الثقات، فوقفوه على فعل ابن عمر، قال البخاري وأبو زرعة وابن عدي: [هو الصحيح] [١]، وهو الصواب. وقال البيهقي: رفع هذا الحديث [] (*) منكر، واحتج الشافعي (٤٩٧) بما رواه عن إبراهيم بن محمد عن أبي [٢] الحويرث [] [٣] عبد الرحمن بن معاوية، عن الأعرج عن ابن


= محمد بن ثابت ضعيف جدًّا. وانظر أيضًا "الفتح" (١/ ٤٤٢)، وقد أعله بالوقف أيضًا أبو زرعة الرازى - كما فى "العلل" لابن أبى حاتم (١/ رقم ١٣٦) - وابن حبان وابن عدى، ومع هذا فقد قال البيهقى فى "المعرفة": "رفعه غير منكر" فقد روى الضحاك لن عثمان - روايته عند مسلم وأصحاب السنن - عن نافع عن ابن عمر، قصة السلام مرفوعة، إلا أنه قصر بها فلم يذكر التيمم. لكن لفظه عند الطحاوى (١/ ٨٥) من رواية الضحاك: "فلم يرد عليه حتى أتى حائطًا فتيمم" رواه يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة ابن الهاد - عند أبى داود (٣٣١) - فذكر قصة السلام، وذكر قصة التيمم إلا أنه قال: ثم مسح وجهه ويديه، كما رواه يحيى بن بكير عن الليث فى حديث ابن الصمة -وهو الآتى- وإنما ينفرد محمد بن ثابت من هذا الحديث بذكر الذراعين فيه دون غيره، وتيمم عبد اللَّه بن عمر على الوجه والذراعين وفتواه بذلك تؤكد رواية محمد بن ثابت وتشهد له بالصحة، فقد صار بهذه الشواهد معلومًا أنه روى قصة السلام والتيمم عن النبى وهو لا يخالف النبى فيما هوى عنه، فتيمُّمُهُ على الوجه والذراعين إلى المرفقين يدل على أنه حفظه من النبى وأن محمد بن ثابت حفظه من نافع" وبنحو ذلك قال فى "السنن الكبرى" وقد تعقبه هناك ابن التركمانى ونقله عنه الزيلعى - فى "نصب الراية" (١/ ١٥٢) - بما ملخصه أن الذى أنكر على محمد بن ثابت فى هذا الحديث إنما هو "رفع المسح إلى المرفقين لا أصل القصة وقد صرح البيهقى بذلك فى كتاب "المعرفة" فقال: "وإنما ينفرد محمد بن ثابت من هذا الحديث بذكر الذراعين فيه دون غيره" وإذا كان المنكر عليه هذا لا ينفعه كون أصل القصة مشهورًا بل قد عده خصومه سببًا للتضعيف فإن الذى فى الصحيح فى قصة أبى الجهيم "ويديه" وليس فيه "وذراعيه". قلت: والعمل بما صح عنه أولى من العمل بما صح عن الصحابى وباللَّه التوفيق.
(*) في معرفة السنن (١/ ٢٨٥): غير. وهو مفهوم كلامه في الكبرى (١/ ٢٠٩).
(٤٩٧) - " مسند الشافعى" (١/ رقم ١٣٠: ١٣٢) ومن طريقه البيهقى فى "السنن الكبري" (١/ ٢٠٥) وفى "معرفة السنن" (١/ ٢٨٣) وقال البيهقى: "هذا منقطع، عبد الرحمن بن هرمز الأعرج لم يسمعه من ابن الصمة، إنما سمعه من عمير مولى ابن عباس عن ابن الصمة، وإبراهيم بن محمد بن أبى يحيى الأسلمى، وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قد اختلف الحفاظ فى عدالتهما إلا أن لروايتهما بذكر الذراعين فيه شاهد من حديث ابن عمر وهو السابق وتقدم أن الصواب وقفه على ابن عمر، وأما هذا الإسناد ففوق ها فيه من الانقطاع فإن إبراهيم بن أبى يحيى "متروك" وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية "صدوق، سيئ الحفظ" وقد رواه البخارى فى صحيحه، كتاب التيمم، باب: التيمم فى الحضر إذا لم يجد الماء (٣٣٧) حدثنا يحيى بن بكير، وأبو داود (٣٢٩)، والنسائى =