للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن طاوس قال: أحسن الناس صوتًا بالقرآن أخشاهم لله (٢٥٨).

وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: أحسن الناس صوتًا بالقرآن أخشاهم لله.

وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: سئل رسول الله : أي الناس أحسن صوتًا بالقرآن؟ فقال: "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله" (٢٥٩).

وقد روي هذا متصلا من وجه آخر، فقال ابن ماجة (٢٦٠):

حدثنا بشر بن معاذ الضرير، حدثنا عبد الله بن جعفر المديني، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله : "إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله"، ولكن عبد الله بن جعفر هذا، وهو والد علي بن المديني، وشيخه ضعيفان، والله أعلم.

والغرض أن المطلوب شرعًا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي، فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك، كما قال الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام، (٢٦١):


(٢٥٨) - فضائل القرآن (ص ١٦٥).
(٢٥٩) - فضائل القرآن (ص ١٦٥). ورواه الدارمي ٣٤٩٢ - (٢/ ٣٣٨).
(٢٦٠) - إسناده ضعيف، والحديث رواه ابن ماجة في إقامة الصلاة، باب: حسن الصوت بالقرآن، برقم (١٣٣٩)، ورواه الآجري في أخلاق حملة القرآن (٨٣)، وأورده البوصيري في الزوائد (١/ ٤٣٥) وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وعبد الله بن جعفر.
(٢٦١) - فضائل القرآن (ص ١٦٥)، والحديث رواه الطبراني في الأوسط ٧٢٢٥ - (٧/ ١٨٣) وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية، ورواه البيهقي في الشعب (٢٦٤٩، ٢٦٥٠) من طريق أبي حصين الفزاري، عن أبي محمد، عن حذيفة، وقال ابن الجوزي في العلل (١/ ١١١): هذا حديث لا يصح. وأبو محمد مجهول، وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٦٩) وقال: فيه راوٍ لم يسم، وقال الذهبي في ترجمة حصين بن مالك في الميزان (١/ ٥٥٣): "تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر". وقال في تلخيص العلل: تفرد به بقية، عن حصين بن مالك الفزاري، عن أبي محمد -مجهول- عن حذيفة مرفوعًا. وحصين ليس بعمدة.