للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي سلمة قال: كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ عنده.

وقال أبو عبيد: وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سليمان التيمي، أنبئت عنه، حدثنا أبو عثمان النهدي قال: كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنجٍ قط، ولا بربطٍ قط، ولا شيئًا قط أحسن من صوته (٢٥٤).

وقال ابن ماجة (٢٥٥): حدثنا العباس بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني حنطة بن أبي سفيان أنه سمع عبد الرحمن بن سابط الجمحي يحدث عن عائشة قالت: أبطأت على رسول الله ليلة بعد العشاء، ثم جئت فقال: "أين كنت؟ " قلت: كنت أستمع قراءة رجل من أصحابك لم أسمع مثل قراءته وصوته من أحد، قالت: فقام فقمت معه حتى استمع له، ثم التفت إليّ فقال: "هذا سالم مولى أبي حذيفة، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا". إسناد جيد.

وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتًا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ (٢٥٦)، خلت أن فؤادى قد انصدع (٢٥٧). وكان جبير لما سمع هذا بعدُ مشركًا على دين قومه، وإنما كان قدم في فداء الأسارى بعد بدر، وناهيك بمن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر! وكان هذا سبب هدايته ولهذا كان أحسن القراءة ما كان عن خشوع القلب.


= وابن حبان (٢٢٦٤). وهو منقطع بين أبي سلمة، وعمر وكذلك لم يسمع من أبي موسى.
(٢٥٤) - فضائل القرآن (ص ١٦٣)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ١٠٤)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٥٨)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢٩١)، وأورده الحافظ ابن حجر في الفتح وقال: (٩/ ٩٣): "سنده صحيح".
(٢٥٥) - رواه ابن ماجة في إقامة الصلاة، باب: حسن الصوت بالقرآن، برقم (١٣٣٨). وقال في الزوائد (١/ ٤٣٥): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٢٥ - ٢٢٦) عن عبد الصمد بن علي بن مكرم، عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن موسى بن هارون عن الوليد به، ا هـ. ورواه أحمد ٢٥٤٢٧ - (٦/ ١٦٥)، والبزار كما في كشف الأستار ببعضه (٣/ ٢٥٤، ٢٥٥ / رقم: ٢٦٩٤)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣٧١)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٠٠) وعزاه للبزار وقال: "ورجاله رجال الصحيح". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. كذا قال، وعبد الرحمن بن سابط لم يخرج له البخاري شيئًا.
(٢٥٦) -[الطور: ٣٥].
(٢٥٧) - رواه البخاري في الأذان، باب: الجهر في المغرب برقم (٧٦٥)، وانظر (٤٨٥٤)، ومسلم في الصلاة برقم ١٧٤ - (٤٦٣).