يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة [١] إلى يوم القيامة أنهم يشترون الضلالة بالهدى، ويعرضون عما أنزل الله على رسوله، ويتركون ما بأيديهم من العلم عن الأنبياء الأوّلين [٢] في صفة محمد ﷺ، ليشتروا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ﴾ أي: -يودّون لو تكفرون بما أنزل عليكم أيها المؤمنون، وتتركون ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ﴾ أي: هو أعلم [٣] بهم، ويحذركم منهم ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ أي: كفى به وليًّا لمن لجأ إليه، ونصيرًا لمن استنصره.
= (١/ رقم ٨٧٥، ٨٧٦) - ومن طريقه وطرق أخرى أبو نعيم فى "المعرفة" (٣/ ١٠٦٩، ١٠٧٠) - والدارقطنى فى "السنن" (١/ ١٧٩) - ومن طريقه ابن الجوزى فى "التحقيق" (١/ رقم ٢٧٩) - والبيهقى فى "السنن الكبرى" (١/ ٢٠٨) من طرق عن الربيع بن بدر قال: حدثنى أبى عن جدى عن رجل يقال له الأسلع قال … فذكر الحديث بنحو اللفظ السابق، لكن فيه أن النبى ﷺ "أراه التيمم ضربتين ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين" وفى إسناده الربيع بن بدر، قال أبو حاتم الرازى: لا يشتغل به، وقال النسائى والدارقطنى: متروك الحديث -وضعفه البخارى وأبو داود وابن معين وغيرهم- وبه أعله ابن الجوزى والهيثمى فى "المجمع" (١/ ٢٦٧) والزيلعى فى "نصب الراية" (١/ ١٥٣) وابن حجر فى "التلخيص" (١/ ١٦١) وراجع "الإصابة" أيضًا (١/ ٥٤) بينما قال البيهقى: "الربيع بن بدر ضعيف، إلا أنه لم ينفرد به" قال ابن التركمانى فى "الجوهر النقى" متعقبًا: "لم يذكر من وافقه على ذلك ولا يكفى فى الاحتجاج أنه غير منفرد حتى ينظر مرتبته ومرتبة مشاركه، فليس كل من وافقه غيره يقوى ويحتج به" وانظر ما قبله، والحديث زاد نسبته السيوطى فى "الدر المنثور" إلى الباودى فى "الصحابة" والقاضى إسماعيل فى "الأحكام" والضياء فى "المختارة" وعبد بن حميد.