نفيل، حدثنا عمرو بن [١] واقد، عن يونس بن حَلْبَس [٢]، عن أبي إدريس عائذ الله الخولاني، قال: كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب، وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله ﷺ، قال: فبعثه إليه ينظر [٣] أهو هو. قال كعب: فركبت [٤] حتى أتيت المدينة، فإذا تال [٥] يقرأ القرآن يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾ فبادرت الماء فاغتسلت، وإني لأمسح وجهي مخافة أن أطمس، ثم أسلمت.
وقول: ﴿أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ﴾ يعني: الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على الاصطياد، وقد مسخوا قردة وخنازير، وسيأتي بسط قصتهم في سورة الأعراف.
وقوله: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ أي: إذا أمر بأمر فإنه لا يخالف ولا يمانع.
ثم أخبر تعالى أنه: ﴿لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾ أي: من الذنوب ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾، أي: من عباده.
وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة، فلنذكر منها ما تيسر:
(الحديث الأول): قال الإِمام أحمد (٥١٤): حدثنا يزيد [بن هارون][٦]، حدثنا [٧] صدقة
(٥١٤) - الحديث فى "المسند" (٦/ ٢٤٠) وأخرجه الحاكم فى "المستدرك" (٤/ ٥٧٥، ٥٧٦) من طريق يزيد بن هارون به، وأخرجه أبو نعيم فى "أخبار أصبهان" (٢/ ٢) من طريق زيد بن الحباب والبيهقى فى "شعب الإيمان" (٦/ ٧٤٧٣، ٧٤٧٤) من طريق سليمان بن حرب وعبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (زيد وسليمان وعبد الصمد) نا صدقة بن موسى به، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الهيثمى فى "المجمع" (١٠/ ٣٥١): "رواه أحمد وفيه صدقة بن موسى وقد ضعفه الجمهور … وبقية رجاله ثقات" وقول الهيثمى الأخير بعيد وكذا قول الذهبى متعقبًا الحاكم: "صدقة ضعفوه وابن بابنوس فيه جهالة" فابن بابَنُوس لم يوثقه غير ابن حبان "الثقات" (٥/ ٥٤٨) - وقال الدارقطنى: "لا بأس به" وقال أبو أحمد بن عدى: "أحاديثه مشاهير وروى له النسائى مع تعنته، غير أن ابن الجوزى نقل فى "الضعفاء" أن أبا حاتم قال فيه: "مجهول" لكن تعقبه الحافظ المنذرى بأنه لم يجد قول أبي حاتم هذا وهو كما قال، راجع "تهذيب الكمال" مع حاشيته (٣٢/ ت ٦٩٦٨) وقد قال فيه الحافظ فى "التقريب": مقبول. وعلى كل فالحديث معل بصدقة بن موسى =