للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن موسى، حدثنا أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسدم: "الدواوين عند الله ثلاثة؛ ديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وديوان لا يترك الله منه شيئًا، وديوان لا يغفره الله، فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، قال الله ﷿: [﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ الآية. وقال: ﴿إِنَّهُ] [١] مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا، فظلم العبد نفسه [فيما بينه وبين ربه من صوم يومٍ تركه أو صلاة تركها، فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء] [٢]، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا، فظلم العباد بعضهم بعضًا، القصاص لا محالة".

تفرد به أحمد.

(الحديث الثاني): قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده (٥١٥): حدثنا أحمد بن مالك، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "الظلم ثلاثة؛ فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم [لا يترك الله منه شيئًا] [٣]: فأما الظلم الذي لا يغفره الله، فالشرك، وقال: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾، وأما الظلم الذي يغفره الله؛ فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه؛ فظلم العباد بعضهم بعضًا حتى يدين لبعضهم من بعض".


= وبه، أعله العراقى فى "تخريج أحاديث الأحياء" (٥/ ٣٢٩٥ /المستخرج) وزاد نسبة الحديث السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٠٣) إلى ابن المنذر وابن مردويه وابن أبى حاتم.
(٥١٥) - كما فى "كشف الأستار" (٤/ رقم ٣٤٣٩) وذكره الهيثمى فى "المجمع" (١٠/ ٣٥١) وقال: "رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيرى ولم أعرفه، وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم" والراجح فيهم الضعف؛ فإن زائدة بن أبى الرقاد قال البخارى والنسائى: "منكر الحديث" وقال أبو حاتم الرازى: "يُحَدِّثُ عن زياد النُّميرى عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندرى منه أو من زياد … " وشيخه زياد النميرى ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به" وقال ابن حبان فى "الضعفاء": "منكر الحديث، يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات" لكن للحديث إسناد آخر فأخرجه الطيالسى فى مسنده (٢١٠٩) - ومن طريقه أبو نعيم فى "الحلية" (٦/ ٣٠٩) - ثنا الربيع عن يزيد عن أنس به، وهو إسناد ضعيف أيضًا لضعف يزيد وهو الرُّقاشى، والراوى عنه هو الربيع بن صبيح السعدى "صدوق سيئ الحفظ" كما فى "التقريب" لكن الحديث حسنه الألبانى بشاهد حديث عائشة السابق، فانظر "الصحيحة" (٤/ ١٩٢٧).