للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا رواه البخاري هاهنا، أعني في كتاب "التفسير" من [١] صحيحه من حديث معمر، و [٢] في كتاب "الشرب" من حديث ابن جريج ومعمر أيضا، وفي كتاب "الصلح" من حديث شعيب بن أبي حمزة ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة فذكره، وصورته صورة الإرسال، وهو متصل في المعنى، وقد رواه الإِمام أحمد (٥٨٨) من هذا الوجه فصرح بالإرسال فقال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أنَّ الزبير كان يحدث أنه كان يخاصم رجلًا من الأنصار فد شهد بدرًا إلى النبي في شراج الحرة، كانا يسقيان بها كلاهما فقال النبي للزبير: "اسق ثم أرسل إلى جارك". فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله ثم قال: "اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر". فاستوعى النبي للزبير حقه، وكان النبي قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة له وللأنصاري، فلما أحفظ [٣] الأنصاري رسول الله استوعى النبي للزبير حقه في صريح الحكم. [ثم قال] [٤]: قال عروة: فقال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا


(٥٨٨) - " المسند" (١/ ١٦٥، ١٦٦)، وأخرجه البخارى، كتاب الصلح، باب: إذا أشارَ الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البَين (٢٧٠٨) [ومن طريقه البغوى فى "شرح السنة" (٨/ ٢١٩٤)] والواحدى فى "أسباب النزول" (٣٣٣) من طريق أبى اليمان به. وقول المصنف: "هو منقطع بين عروة وبين أبيه الزبير، فإنه لم يسمع منه، والذى يقطع به أنه سمعه من أخيه عبد الله … " تعقبه الشيخ أبو الأشبال فى حاشية "المسند" (٣/ ١٤/ رقم ١٤١٩) فقال: "الحديث حديث الزبير، ولا يبعد أن يكون سمعه منه ابناه عبد الله وعروة، وأن يكون عروة سمعه أيضًا من أخيه عبد الله، أو ثبته عبد الله في، وأما ادعاء أن عروة لم يسمع من أبيه فالأدلة تنقضه فإنه كان مراهقًا أو بالغًا عند مقتل أبيه، كانت سنه ثلاث عشرة سنة، وفى "التهذيب": قال مسلم بن الحجاج فى كتاب "التمييز": حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أييه فمن دونهما من الصحابة" ونقل ذلك أيضًا فى حاشية تفسير ابن جرير (٨/ ٥٢١) وزاد هناك بـ "أن البخارى صرح في ترجمة "عروة" فى "التاريخ الكبير" (٤/ ١/ ٣١) بسماعه من أبيه فقال: "سمع أباه وعائشة وعبد الله بن عمر، وأن الإمام أحمد روى حديثًا آخر قبله (١٤١٨) من طريق هشام بن عروة، عن عروة، قال: أخبرنى أبى الزبيرُ وإسناده صحيح، وفيه التصريح بسماع عروة من أبيه، وأن الحافظ فى "الفتح" (٥/ ٣٥)، قال: "وإنما صححه البخارى -مع هذا الاختلاف- اعتمادًا على صحة سماع عروة من أبيه وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير من النبى فكيفما دار فهو على ثقة" اهـ.