للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينهما، [فقال الذي قضى عليه] [١]: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله : "نعم [٢]، انطلقا إليه" فلما أتيا اليه قال الرجل: يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله على هذا، فقال: ردنا إلى عمر بن الخطاب. فردنا إليك، فقال: أكذاك؟ قال [٣]: نعم. فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما. فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله، وأدبر الآخر، فارًّا إلى رسول الله فقال: يا رسول الله قتل عمر والله [٤] صاحبي ولولا [٥] أني أعجزته لقتلني، فقال رسول الله : "ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن". فأنزل الله ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد، فأنزل [٦]: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ الآية.

وكذا رواه ابن مردويه من طربق ابن لهيعة، عن أبي الأسود به.

وهو أثر غريب وهو [٧] مرسل، وابن لهيعة ضعيف والله أعلم.

(طريق أخرى): قال الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره (٥٩٥): حدثنا شعيب بن شعيب، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عتبة بن ضمرة، حدثني أبي، أن رجلين اختصما [إلى النبي] [٨] فقضى للمحق على المبطل،


= وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وهو لم يسمع من الصحابة إلا بواسطة فهو هكذا منقطع، وقد أعله المصنف فقال: "وهو أثر غريب مرسل وابن لهيعة ضعيف" لكن أورده المصنف فى "مسند الفاروق" (٢/ ٥٧٥): "قال ابن دحيم: حدثنا الجوزجانى، حدثنا أبو الأسود به" وأخشى أن يكون الإسناد فيه سقط؛ فإنى لم أهتد من اسمه "الجوزجانى" فى هذه الطبقة والله تعالى أعلم، وانظر ما بعده.
(٥٩٥) - وذكره المصنف فى "مسند الفاروق" كما هنا (٢/ ٥٧٥) وإسناده حسن غير أنه مرسل، لكن عضده المصنف بالسابق فى المصدر المذكور آنفا، وهذا الخبر ذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٢٢) ولم يعزه لغير دحيم.