للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجماعة في كتبهم من طريق معمر به (٧٧٩)، ولهذا الحديث طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة. وقد أجاد الحافظ أبو بكر بن مردويه في سرد طرقه وألفاظه، وكذا ابن جرير ولنحرره في كتاب "الأحكام الكبير" إن شاء الله، وبه الثقة.

وأما الأمر بحمل السلاح في صلاة الخوف، فمحمول عند طائفة من العلماء على الوجوب لظاهر الآية، وهو أحد قولى الشافعي، ويدل عليه [قول الله تعالى] [١]: ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ أي: بحيث تكونون على أهبة؛ إذا احتجتم إليها لبستموها بلا كلفة، ﴿إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا﴾.

﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣) وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤)

يأمر الله تعالى بكثرة الذكر عَقِيبَ صلاة الخوف؛ إن كان مشروعًا مرغبًا فيه أيضًا بعد غيرها؛ ولكن هاهنا آكد لا وقع فيها من التخفيف في أركانها، ومن الرخصة في الذهاب فيها والإياب وغير ذلك مما ليس يوجد في غيرها، [كما قال تعالى في الأشهر الحرم: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ وإن كان هذا منهيًّا عنه في غيرها] [٢]، ولكن فيها آكد لشدة حرمتها وعظمتها [٣]، ولهذا قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا


(٧٧٩) - رواه البخارى، كتاب: المغازى، باب: غزوة ذات الرقاع (٤١٣٣)، ومسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الخوف (٣٠٥) (٨٣٩)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: من قال: يصلى بكل طائفة ركعة (١٢٤٣)، والترمذى، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء فى صلاة الخوف (٥٦٤)، والنسائى، كتاب: صلاة الخوف (٣/ ١٧١)، أحمد (٢/ ١٤٧) ولم يروه ابن ماجه - من طريق معمر، ورواه البخارى، فاتحة كتاب صلاة الخوف (٩٤٢)، وكتاب: المغازى (٤١٣٢) والنسائى (٣/ ١٧١)، وأحمد (٢/ ١٥٠) من طريق شعيب بن أبى حمزة، ومسلم من طريق فليح بن سليمان، وأحمد (٢/ ١٥٠) من طريق ابن جريج أربعتهم (معمر وشعيب وفليح وابن جريج) عن الزهرى به.