وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، به. وقال الترمذي: إنما أسنده همام، ورواه هشام الدستوائي، عن قتادة، قال: كان يقال، ولا يعرف هذا الحديث مرفوعًا، إلا من حديث همام.
وقوله: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ أي: وإن أصلحتم في أموركم، وقسمتم بالعدل فيما تملكون، واتقيتم الله في جميع الأحوال، غفر الله لكم ما كان من ميل إلى بعض النساء دون بعض.
ثم قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾، وهذه هي الحالة [١] الثالثة، وهي حالة الفراق، وقد أخبر الله [٢] تعالى أنهما إذا تفرقا؛ فإن الله يغنيه عنها، ويغنيها عنه، بأن يعوّضه الله [٣] من هو خير له منها، ويعوّضها عنه بمن هو خير لها منه، ﴿وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ أي: واسع الفضل عظيم المنّ حكيمًا في جميع أفعاله وأقداره وشرعه.
يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض، وأنه الحاكم فيهما، ولهذا قال: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾ أي: وصيناكم بما وصيناهم به من تقوى الله، ﷿، بعبادته وحده لا شريك له.
=عن قتادة قال: كان يقال، ولا نعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من حديث همام، وهمام ثقة حافظ" والحدث انتقاه ابن الجارود (٧٢٢)، وصححه ابن حبان (١٠/ ٤٢٠٧)، والحاكم (٢/ ١٨٦) ووافقه الذهبى وأقرهم أبو عبد الرحمن فى "الإرواء" (٧/ ٢٠١٧).