والذي أُحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك، هو قوله تعالى في سورة الأنعام وهي مكية: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم﴾ الآيه. قال مقاتل بن حيان نسخت هذه الآية التي في سورة [١] الأنعام. يعني: نسخ قوله: ﴿إنكم إذا مثلهم﴾ لقوله: ﴿وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون﴾
وقوله: ﴿إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعًا﴾ أي: كما اشتركوا [٢] في الكفر، كذلك شارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدًا، وجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشرب [٣] الحميم والغسلين لا الزلال.
يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم، وظهور الكفرة [٤] عليهم، وذهاب ملتهم. ﴿فإن كان لكم [٥] فتح من الله﴾ أي: نصر وتأييد وظفر وغنيمة، ﴿قالوا ألم نكن معكم﴾ أي: يتوددون إلى المؤمنين بهذه المقالة، ﴿وإن كان للكافرين نصيب﴾ أي: إدالة على المؤمنين في بعض الأحيان، كما وقع يوم أحد؛ فإن الرسل تبتلى ثم يكون لها العاقبة؛ ﴿قالوا ألم نستحوذ عليكم وتمنعكم من المؤمنين﴾
= حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلا من هذا الوجه، قال محمد بن إسماعيل - البخارى -: ليث بن أبى سليم صدوق ربما يهم فى الشيء … " لكن أصل الحديث ثابت عن جابر، فقد رواه أحمد (٣/ ٣٣٩) من طريق ابن لهيعة والنسائى (١/ ١٩٨) جزء من المطول، والحاكم (٤/ ٢٨٨) من طريق عطاء، كلاهما (ابن لهيعة وعطاء) عن أبى الزبير عن جابر به، وصححه الحاكم على شرط مسلم: ووافقه الذهبى، وجود إسناده الحافظ ابن حجر فى "الفتح" (٩/ ٢٥٠) وذكر له شواهد، وحسنه أبو عبد الرحمن الألبانى فى "غاية المرام" (ح ١٩٠) و "آداب الزفاف" (ص ٦٧).