للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب الله، والالتجاء [١] إلى [٢] عبوديته، والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في هذه الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد.

[ومناسب هنا أن يذكر] الحديث الذي رواه الإِمام أحمد (٨٦٨): حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد الكندي، عن عبادة بن نُسَيّ عن أبي ريحانة أن النبي، صلى الله عديه وسلم، قال: "من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزًّا وفخرًا فهو عاشرهم في النار".

تفرد به أحمد، وأبو ريحانة هذا هو أزدي، ويقال: أنصاري. واسمه شمعون بالمعجمة فيما قاله البخاري، وقال غيره: بالمهملة، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾ أي: إنكم [٣] إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: ﴿إنكم إذا مثلهم﴾ في المأثم، كما جاء في الحديث (٨٦٩): " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا


(٨٦٨) - " المسند" (٤/ ١٣٤)، ورواه البخارى فى "التاريخ الكبير" (٢/ ٣٥٥)، وأبو على فى "مسنده" (٣/ ١٤٣٩) - ومن طريقه ابن عساكر قى "تاريخ دمشق" (٨/ ١٢٧/ مخطوط) - والطبرانى فى "الأوسط" (١/ رقم: ٤٤٣)، وأبو نعيم فى "أخبار أصبهان" (١/ ٣٣٥) (٢/ ٣٦٣)، والبيهقى فى "الشعب" (٤/ ٥١٣٢) من طرق عن أبى بكر بن عياش به. وقال الطبرانى: "لا يروى هذا الحديثُ عن أبى ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن عياش" وهو ثقة إمام غير أن شيخه مجهول، وعبادة لم يدرك أبا ريحانة، وبذلك أعله ابن الجوزى، فقال فى "المتناهية" (٢/ ١٢٩٥): "هذا حديث لا يصح، وحميد مجهول، وعبادة لم يدرك أبا ريحانة"، وبالثانية أعله البخارى فقال عقبه: "لا أراه إلا مرسلًا" واكتفى أبو عبد الرحمن الألبانى بإعلاله بضعف حميد فحسب، فرقم به (حديث ٢٤٣١) من "الضعيفة". ومع هذا فقد رمز لحسنه السيوطى فى "الجامع الصغير" ونقل المناوى فى "فيض القدير (٦/ ٨٩) عن ابن حجر فى "الفتح" قال: "إسناده حسن" ومن قبله قال شيخه الهيثمى فى "المجمع" (٨/ ٨٨): "رواه أحمد والطبرانى فى "الكبير" و "الأوسط" وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات!!
(٨٦٩) - رواه الترمذى، كتاب: الأدب، باب: ما جاء فى دخول الحمام (٢٨٠١) وأبو يعلى فى "مسنده" (٣/ ١٩٢٥) من طريق ليث بن أبى سليم عن طاوس عن جابر به مطولاً. وقال الترمذي:=