للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشام] (١)، وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون [٢] سرحًا لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم [٣] مجاعة شديدة وجهد شديد؛ حتَّى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السَّحر [٤]: يا أيها الناس، أتاكم الغوث "ثلاثاً" فيقول بعضهم لبعض: أن هذا لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: يا روح الله، تقدم صلِّ [٥]، فيقول: هذه الأمّة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدم أميرهم فيصلي [فإذا] [٦] قضى صلاته، أخذ عيسى حربته فيذهب [٧] نحو الدجال، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، ويهزم [٨] أصحابه، فليس يومئذٍ شيء يواري منهم أحدًا، حتَّى أن الشجرة لتقول [٩]: يا مؤمن، هذا كافر. ويقول الحجر: يا مؤمن، هذا كافر". تفرّد به أحمد من هذا الوجه.

(حديث آخر) قال أبو عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجه في سننه المشهورة [١٠] (٩٣٧)،


(٩٣٧) - سنن ابن ماجة كتاب الفتن، باب طلوع الشَّمس من مغربها حديث (٤٠٧٧) (٢/ ١٣٥٩ - ١٣٦٣) وقد وقع في المطبوع من سنن ابن ماجة - بتحقيق فؤاد عبد الباقى - أبي زرعة الشيبانيّ بالشين المعجمة وهو خطأ والصَّواب السيبانى بالسين المهملة، كذا في تحفة الأشراف (٤/ رقم ٤٨٩٦) وقال المزى عقب رواية ابن ماجة: "كذا قال - يعني على بن محمَّد - وكذا رواه سهل بن عثمان عن المحاربى، وهو وهم فاحش".
قلت: الوهم الذي أراده المزى هو سقوط عمرو بن عبد الله الحضرمي - الذي يرويه عن أبي أمامة - من السند وقد عقب على ذلك الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" بقوله: "هذا وقع في بعض النسخ وقد وقع في نسخة صحيحة قابلها المسورى عن إسماعيل بن رافع أبي رافع عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو عنه (يعنى عمرو بن عبد الله الحضرمي) به. وسقط ذكر عمرو بن عبد الله في نسخة أخرى. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني، عن أبي الشَّيخ، عن عبد الرحمن بن مسلم، عن سهل ابن عثمان - على الصواب، قال أبو نعيم: وراه محمَّد بن شعيب بن شابور، حدثني أبو زرعة، حدثني عمرو، عن أبي أمامة".
والصَّواب ذكر عمرو في الحديث فإن السيبانى لم يسمع من الصّحابة. والحديث رواه أيضاً أبو داود في سننه كتاب الملاحم، باب: خروج الدجال حديث (٤٣٢٢)، وابن أبي عاصم في "السنة" (٣٩١) =